تحسبًا للغزو الروسي.. كواليس عمليات إجلاء البعثات الدبلوماسية من أوكرانيا
يستعد عشرات الدبلوماسيين الغربيين في كييف لحزم حقائبهم ومغادرة المدينة مساء اليوم الأحد، حيث أصدرت العديد من الدول تحذيرًا واضحًا لجميع المواطنين الذين ما زالوا داخل أوكرانيا بالمغادرة في أسرع وقت.
ووفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فإنه بعد 6 أشهر من إجلاء المواطنين والدبلوماسيين من العاصمة الافغانية كابول بعد سقوطها في ايدي طالبان، اتخذ السياسيون في العديد من البلدان احتياطات إضافية بشأن هجوم روسي محتمل لم يبدأ بعد.
وحذرت حكومات 39 دولة من السفر إلى أوكرانيا، بحسب إحصاء نشره موقع الأخبار الأوكراني نوفوي فريميا، كما حذر الكثيرون من أنه إذا لم يغادر الناس الآن ، فقد يجدون صعوبة في الهروب لاحقًا ، وسط شائعات عن احتمال إغلاق المجال الجوي الأوكراني في الأيام المقبلة.
وأكدت الصحيفة أن السفارتين الأمريكية والكندية أرسلتا موظفين غير أساسيين وأفراد عائلاتهم إلى بلادهم وتقومان بإجلاء آخرين إلى مدينة لفيف غرب أوكرانيا، كما تم سحب المدربين العسكريين الأمريكيين والكنديين والبريطانيين الموجودين في البلاد.
وتابعت ان مساحة المكاتب وغرف الفنادق في لفيف مرتفعة الثمن حيث ينتقل الدبلوماسيون والشركات مؤقتًا هناك، وستبقى السفيرة البريطانية ميليندا سيمونز في كييف وتعمل مع فريق أساسي، بينما تم إرسال دبلوماسيين بريطانيين آخرين إلى بلادهم.
وقال مواطنون أمريكيون في أوكرانيا إنهم تلقوا مكالمات من وزارة الخارجية تحذرهم من المغادرة في أسرع وقت ممكن.
وقال جوزيف ديفيس، وهو مواطن أمريكي يقيم في أوديسا: "لم يكن أمرًا ولكنه كان نصيحة قوية للغاية"، واشار إلى أنه قرر البقاء في الوقت الحالي، لأنه يعتقد أن ذعر الحرب مبالغ فيه وأن لديه عائلة وأصدقاء وزملاء في المدينة.
واكدت الصحيفة انه على مدى عدة أسابيع، كانت رسائل العواصم الغربية، ولا سيما واشنطن ولندن، على خلاف حاد مع اللهجة التي اتخذها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وقد أدى ذلك إلى غضب متبادل، حيث شعر العديد من المسئولين الأجانب أن زيلينسك، الممثل الكوميدي السابق، بعيد عن العمق ويرفض أن يأخذ أي تهديد واضح على محمل الجد.
وتابعت أنه في غضون ذلك، تقول دائرة زيلينسكي إن التحذيرات المستمرة من الغزو الوشيك القادمة من واشنطن تساعد في بث الذعر في البلاد وتسبب فوضى اقتصادية.
وقال ديفيد ستوليك، الدبلوماسي السابق في الاتحاد الأوروبي في كييف، إن عمليات الإجلاء يمكن أن تكون جزءًا من "الرسائل الاستراتيجية" للروس لإظهار أن الغرب يأخذ الوضع على محمل الجد.
لكن العديد من الأوكرانيين أعربوا عن إحباطهم من عمليات الانسحاب، قائلين إنه مع احتمال إغلاق المجال الجوي في الأيام المقبلة، شعرت أن أوكرانيا، وليس روسيا، تخضع لعقوبات.