مجلس الدولة: مفهوم الدولة ثمرة لتاريخ طويل لتطور المجتمعات الإنسانية
أعرب د. محمد عبدالوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة، عن شكره للدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، الذي استجمع هذه الكوكبة من رجال الدين والعلم والفكر والثقافة حول العالم، في المؤتمر الـ٣٢ للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وأضاف خلال كلمته في الجلسة الأولى للمؤتمر الـ٣٢ للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية "عقد المواطنة"، السبت، أن الدولة فكرة مرنة نشأت وتطورت عبر القرون حتى وصلت لمفهوم الدولة الحديثة، وقد مرت بعدة مراحل؛ حيث إن مفهوم الدولة لم يتشكّل بين عشية وضحاها، بل هو ثمرة لتاريخ طويل لتطور المجتمعات الإنسانية عبر العصور المختلفة، وقد كان للدولة عبر العصور السابقة عدة مسميات مختلفة، مثل: الإمبراطورية، والسلطنة، والمملكة، ثم تطور الأمر في ظل نظام دولة المدينة.
وأكد أن الجماعات الإرهابية تتخذ من الدين ستارًا بدعوى الخلافة زورًا وبهتانًا وتسلك العنف والتطرف شرعة ومنهاجًا لها، إمَّا لأنها تجهل عظمة ديننا الحنيف وإيمانه بالتطور الطبيعي للحياة، وتأكيد علمائنا الأفاضل على ضرورة مراعاة متغيرات الزمان والمكان، وإمَّا أنها تتخذ من الدين ستارًا وغطاء لتحقيق مصالحها ومصالح من يستخدمها لهدم دولها أو إسقاطها أو إضعافها.
في كلمته، أكد الشيخ شعبان رمضان موباجي مفتي أوغندا أن موضوع المواطنة من أكثر المواضيع أهمية لما له من أثر بالغ في استقرار وأمان الشعوب ، مشيرًا إلى أن العالم كله في حاجة إلى تطبيق قيم التسامح والسلام، وأن سنة الله اقتضت اختلاف العرق والجنس واللون واللغة، مما يتطلب استدعاء مفهوم التسامح.
أشار إلى أن الإسلام دين يسعى إلى إضفاء روح التسامح وجعل أتباعه على التسامح تجاه كل أتباع الديانات والثقافات على اختلاف ألسنتهم وألوانهم.
وفي كلمته أعرب الدكتور محمد البشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات الإسلامية بفرنسا عن شكره لدولة مصر قيادة وحكومة وشعبًا، ولوزارة الأوقاف على عقدها لهذا المؤتمر الهام، مؤكدًا أن الدولة الوطنية أساس أمان المجتمعات العربية والإسلامية واستقرارها، وأن تحقيق المواطنة الشاملة التفاعلية بين الولاء للوطن والانخراط في المجتمع الدولي والعمل على حفاظها واجب الوقت، ومسئولية جماعية.
ولفت إلى أن الدولة الحديثة في بنائها المأمول ستقدم للبشرية أنصع الصور النموذجية التي تحترم خصائص الإنسان، وتقف عند احتياجاته، لتجمعه مع أخيه الإنسان على طاولة معيشية موحدة، تشترك في قواسمهـا المشتركة، وتتـآزر على طـاولـة الاحترام، والحوار، وتنعم بهوية ثقافية ناضجة، تحمل ما تحمله من الثبات والمركزية التي تميز حضارته، مع احترام ما للشخصية الوطنية أو القومية من خصائص تتميز بها عن الآخر، دون إخلال بمكانته ضمن الهوية الفردية والعالمية.
وفي كلمته قدم الشيخ روشان عباسوف مفتي موسكو خالص الشكر والتقدير لهذه الدعوة الكريمة من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لحضور هذا المؤتمر، مشيدًا بموضوعه مؤكدًا أننا في هذا المؤتمر نتعلم أسس ديننا الحنيف، فحب الوطن من الإيمان، والتعايش السلمي بين أفراده أيضًا من الإيمان كما تعلمنا من وثيقة المدينة المنورة، وعلينا أن نتعلم أن نعيش مع الآخر بالمحبة والاحترام والود والتعاون.
وأشاد بالتجربة المصرية في مواجهة التطرف والدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية في هذا الملف، واصفًا لها بأنها تجربة عظيمة جدًا فمصر بها وحدة المواطنين تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومصر بحق نموذج لبلاد تستطيع أن تقيم استقرارًا وأمنا وأمانًا لمواطنيها.