علي جمعة: علينا أن نبدأ صفحة جديدة مع الله ولو مائة مرة فى اليوم
قال الدكتور علي جمعة، شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية: “علينا أن نبدأ صفحة جديدة مع الله تعالى ولو مائة مرة في اليوم، فسيد المرسلين ﷺ الذي غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ورفعه الله مقاما عليّا قال: (إِنَّهُ لَيُغَان عَلى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ كلَّ يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ), استغفاره من جنس آخر غير استغفارنا، لكنه يعلمنا الاستغفار الذي يتواءم ويتناسب مع طبيعتنا ورتبتنا فالقلب له بابان: باب مفتوح على الخلق ، وباب مفتوح على الحق - سبحانه وتعالى، فالباب المفتوح على الحق تدخل منه الأنوار وتنكشف به الأسرار، والباب المفتوح على الخلق يتعامل به الإنسان مع الناس في مصالح الدنيا ومشاغلها”.
وتابع جمعة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: سيد الخلق وإمام المرسلين ﷺ أُمر بتبليغ الدعوة من ربه وأرسله الله رحمة للعالمين وللناس كافة، فهو مأمور أن يتعامل مع الناس، فكانت الأنوار تدخل من شدة العبادة والتعلق بالله فتُغلِق باب الخلق، ريح من الأنوار يدخل فيغلق باب الخلق فلا يريد أن يرى أحد، يريد أن يعتزل ؛ لأن مَنْ كان أنسه بالله لا يطيق الناس، وهذا لا يجوز في حقه ﷺ لأن هناك رسالة لابد أن يبلغها، فيستغفر الله - سبحانه وتعالى - لانغلاق باب الخلق عنده حتى يفتح.
وتابع: أما نحن فغين الأغيار هي التي تغلق باب الحق؛ فننشغل بالأشياء والأشخاص والأحوال والأحداث وننشغل بكل شيء دون الله عز وجل؛ فيجب أن نستغفر حتى تدخل الأنوار ويُفتح باب الحق، فسيدنا أبوالحسن الشاذلي استشكل الحديث، فمعنى "يُغان" أن تأتي سحابة أو شيء من هذا القبيل ، وقال : كيف يغان على قلب سيدنا رسول الله ﷺ إذا كان أنا لا يغان على قلبي ؟ فرأى النبي ﷺ في المنام وقال له : يا عَليّ غَين أنوار لا غَين أغيار، غين أنوار دخلت من باب الحق فأغلقت باب الخلق.
وأوضح: فالغَين نوعان: غَين أغيار؛ يغلق باب الحق، وغَين أنوار؛ يغلق باب الخلق، وفي كليهما نستغفر ربنا، لأن إغلاق أي منهما يُعْتَبَرُ نقصا، ولذلك سيدنا النبي ﷺ من اشتغاله بربه وشدة تعلق قلبه بالله تعالى تغيب عنه الرسوم -الاكوان-، فسهى في الصلاة - وهذا في الظاهر - حتى يعلمنا عندما نسهو في الصلاة ماذا نفعل.