بتكلفة تريليون جنيه.. كيف اهتمت الدولة بتنمية وتطوير صعيد مصر؟
يمكن القول إن صعيد مصر يعيش أزهى عصوره في الوقت الحالي بعد أن عانى من الإهمال والتهميش لعشرات السنين وفقد أهله الأمل في النجاة والعيش حياة كريمة، وكل هذا بعد أن أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي شعلة الانطلاق لتطويره وتلبية الخدمات التي يحتاجها من خلال عدة مبادرات أبرزها “حياة كريمة”.
وفي تصريح للواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، قال إن الاهتمام الرئاسي بصعيد مصر تجلَّى في تضاعف الاستثمارات الحكومية الموجهة لمحافظاته العشر خلال السبع سنوات الماضية لتصل إلى ما يقرب من تريليون جنيه، لتطوير البنية التحتية والخدمات العامة والارتقاء بمستوى معيشة المواطنين وتوفير فرص عمل لسكانه.
مبادرة حياة كريمة
جاءت مبادرة حياة كريمة لتكون الأضخم على الإطلاق في حجم المشروعات التي وضعت ضمن خطط تنفيذها في القرى المستهدفة بعد أن أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في يناير ٢٠١٩، حيث جاءت للتخفيف عن كاهل المواطنين بالمجتمعات الأكثر احتياجًا في الريف والمناطق العشوائية في الحضر.
وتعتمد المبادرة على تنفيذ مجموعة من الأنشطة الخدمية والتنموية التي من شأنها ضمان حياة كريمة لتلك الفئة وتحسين ظروف معيشتهم، بداية من تركيب وصلات مياه شرب نظيفة بالإضافة إلى إدخال الكهرباء للمنازل المحرومة من الإنارة، وتركيب وصلات الغاز الطبيعي بعد إدخال الصرف الصحي إلى هذه المنازل.
ولم تكتف حياة كريمة بتوفير هذه الخدمات والمرافق البسيطة التي يحتاجها سكان هذه القرى، بل عملت على تلبية احتياجاتها من خدمات حكومية بدلا من الانتقال إلى المراكز أو المدن للحصول عليها من خلال بناء مجمع الخدمات الحكومية بكل قرية يصبح نسخة مصورة عن مجمع التحرير يشمل أبرز المكاتب الخدمية التي يحتاجها المواطن من مكتب الشهر العقاري والسجل المدني ومكتب للتموين وغيره من المكاتب الخدمية.
وبما أن الدولة تصب اهتمامها في تطوير المنظومة الطبية والاهتمام بصحة المواطنين وتوفير الرعاية الصحية التي يحتاجها، تم إطلاق العديد من القوافل الطبية ضمن “حياة كريمة” بهذه القرى في معظم التخصصات التي يحتاجها سكانها ولا تتوقف هذه القوافل حتى الآن، إلى جانب تطوير الوحدات الصحية بالمحافظات على أحدث النظم.
مدن الجيل الرابع بصعيد مصر
ومع التوسع العمراني الذي انطلقت فيه الدولة للخروج إلى الأراضي الجديدة وبنائها وجعلها صالحة للحياة كان للصعيد نصيب من هذه الانطلاقة العمرانية وهي مدن الجيل الرابع بصعيد مصر.
وجاء الهدف من هذه المدن لتخفيف الضغط على المدن القائمة، وتوفير مسكن مناسب لكافة الفئات، ومجتمعات عمرانية تشمل مناطق تجارية وصناعية، بالإضافة إلى توفير الملايين من فرص العمل، بحيث تستوعب ما يقرب كم 4.5 مليون نسمة وتوفر 1.4 مليون فرصة عمل.
وتعتمد مدن الجيل الرابع على شبكة مرافق ذكية، وهي أنظمة شبكية لإدارة وتشغيل كل المرافق الحيوية منها الكهرباء والمياه والغاز، يمكنها مراقبة الاستهلاك واستخلاص هذه المعلومات من خلال العدادات الذكية الرقمية، ما يتيح الاستخدام الأمثل للمرافق عن طريق توزيع الفائض المنتج من إحدى الشبكات إلى الشبكات الأخرى بما يضمن تخفيف الأحمال وتقليل تكلفة التشغيل.
وتنقسم مدن الجيل الرابع بمحافظات الصعيد إلى ثلاث مراحل “الأولى هي مدن توشكي الجديدة، أسوان الجديدة، ناصر غرب أسيوط وغرب قنا، أما الثانية تضم مدينة الفشن الجديدة ومدينة ملوي الجديدة، أما الأخيرة تضم مدينة الأقصر الجديدة، نجع حمادي الجديدة ومدينة بني مزار الجديدة”.
برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر
ثم جاء برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر بمحافظتي سوهاج وقنا كأحد الآليات التنفيذية الرئيسية لبرنامج الحكومة الخاص بتنمية المناطق المتأخرة تنمويًا، حيث يوفر البرنامج نموذجًا للتنمية المحلية المتكاملة قابلاً للتكرار في المحافظات الأخرى، وهو ما بدأ بالفعل في محافظتي أسيوط والمنيا بعد موافقة البنك الدولي والحكومة.
يشرف على البرنامج وزارة التنمية المحلية منذ يناير 2018، ويتم تمويله من الحكومة المصرية والبنك الدولي بمبلغ حوالى مليار دولار.