زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى الخليج.. التوقيت والرسائل
يجرى القائد العام للشرطة الإسرائيلية الجنرال يعقوب شبتاي زيارة رسمية إلى الإمارات العربية المتحدة تستمر عدة أيام، تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين.
ومن المقرّر أن يلتقي "شبتاي"، خلال زيارته، كبار المسؤولين في وزارة الداخلية الإماراتية، والمفتش العام لشرطة أبو ظبي، والمفتش العام لشرطة دبي، وغيرهم من كبار المسؤولين الأمنيين. وتهدف الزيارة، وفقاً لبيان الشرطة الإسرائيلية، إلى إقامة علاقة مهنية بين جهازيْ الشرطة في إسرائيل والإمارات، وتدشين قناة اتصال رسمية للتباحث في تحديات الجريمة في البلدين، وإضفاء طابع رسمي على التعاون المهني بين الجانبين.
وجاء في البيان أن "شبتاي" قرر تعيين ممثل لشرطة إسرائيل في الإمارات في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين، وأوضح أن ممثل شرطة إسرائيل في الإمارات سيتخذ من السفارة الإسرائيلية مقراً له، وسيعمل على تنسيق نشاطات الشرطة في أفريقيا والشرق الأوسط، فيما يعتبر "شبتاي" أول قائد عام للشرطة الإسرائيلية يقوم بزيارة عمل رسمية إلى الإمارات.
جاءت الزيارة غير المسبوقة للمفتش العام للشرطة الإسرائيلية، بعد عدة زيارات رسمية أخري لمسؤولين إسرائيليين إلى دول الخليج، أولها كانت الزيارة التاريخية للرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إلى الإمارات، وتلتها زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بني جانتس إلى البحرين .. كيف يمكن تفسير توقيت تلك الزيارات؟، وماهي الرسائل خلفها؟
توقيت الزيارات
جاءت زيارة الرئيس الإسرائيلي "هرتسوغ"، في وقت كانت تتعرّض الإمارات لهجوم بالصواريخ الحوثية من اليمن، ومعروفاً أن إيران هي التي تقف خلف "الحوثي" وتدعمه بالصواريخ التي يطلقونها بأوامر منها في اتجاه الإمارات.
فيما جاءت زيارة "غانتس" إلى البحرين مع اقتراب موعد التدريب البحري الكبير للأسطول الأمريكي الخامس، والذي تشارك فيه السعودية وعُمان، وللمرة الأولى إسرائيل أيضاً.
رسائل خلف الزيارات
ليس صدفة تنظيم الولايات المتحدة مناورة بحرية واسعة النطاق، تشارك فيها 60 سفينة من الأسطول الخامس، ينضم إليها سلاح البحر الإسرائيلي، والإعلان بشأنها خلال زيارة "جانتس"، التفسير هو أن واشنطن تستخدم المناورة كأداة ضغط على إيران، بهدف دفعها إلى توقيع الاتفاق النووي الذي بدأ محادثاته الجديدة في فيينا مؤخراً.
الرسائل الضمنية من إيران والحوثيين كانت واضحة جداً، وجرى التعبير عنها في صورة صواريخ الحوثي تزامنا مع زيارة "هرتسوغ" إلى الإمارات، وما صاحبها من تتهديدات مُعلنة بأن المسيّرات والصواريخ الإيرانية ستصل إلى إسرائيل في المستقبل.
من ناحية أخرى، فإن التقاطع بين الزيارات العلنية وبين الهجمات من إيران، بواسطة اليمن، يزيد احتياج الإمارات والبحرين (بصوة أقل) إلى إتمام صفقة العسكرية الإسرائيلية التي تحول وسائل مساعدة دفاعية واسعة النطاق ضد المسيّرات والصواريخ، وسبق أن تحدث قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء عميكام نوركين في ديسمبر الماضي عن مثل هذه الصفقة المحتملة.
الباحث في معهد دراسات الأمن القومي اللواء في الاحتياط آساف أوريون قال لـ"هآرتس" إن في إمكان إسرائيل أن تبيع لشركائها الجدد مجموعة كاملة من الوسائل، من الرادارات إلى بطاريات الصواريخ الاعتراضية من طراز القبة الحديدية، والتي تشكل معاً الرد الإسرائيلي على الصواريخ.