مثقفون يطالبون بإنشاء متحف يضم أعمال كارم محمود الفنية
شهدت آخر فعاليات الصالون الثقافي، في الدورة الثالثة والخمسين لمعرض الكتاب، والتي اختتمت أمس الإثنين، احتفالا بمئوية المطرب كارم محمود، بحضور نجله محمود كارم محمود، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، والدكتور زين نصار، أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون، والناقد الموسيقي الدكتور أشرف عبد الرحمن، وناهد عبد الحميد، مديرة ملتقى الهناجر للفنون.
واستهل محمود كارم محمود حديثه بقوله: "أمتلك 74 أغنية مسجلة لكارم محمود لم يسمعها الجمهور من قبل، وغير موجودة في الإذاعة المصرية، من بينها 3 أدوار مع أحمد شفيق أبو عوف، سجلها والدي عام 1962، ومستعد للإسهام بهذه النوادر وإهدائها لمن يرغب في إنشاء منصة على الإنترنت لتكون متاحة لجمهور الفنان الراحل".
ولفت محمود كارم محمود إلى عدد من النقاط المهمة في وجهة نظره، وقال: "الفن بأنواعه هو أساس القوى الناعمة لأي دولة، ولهذا فإن رعاية المواهب الفنية يجب أن يبدأ من الطفولة، ثانيًا الدراسة الفنية مهمة جدًا لثقل الموهبة، فاليوم لا يوجد مطربين حقيقيين، بل مجرد مؤديين ذات مقامات موسيقية محدودة جدًا، ثالثا أتساءل أين الصور الغنانية التي تجمع بين التمثيل والغناء والتلحين من الإذاعة والتليفزيون، وكذلك أين المسرح الغنائي الذي أصبح غير موجود على الساحة المصرية، فإن تقدم الدول يقاس بمقدار تقدم مسرحها الغنائي".
من جانبه الدكتور زين نصار: "كارم محمود كان حالة استثنائية في الحياة الغنائية المصرية، تمتع موهبة فطرية غير عادية، وأتيحت له الدراسة على أعلى مستوى في ذلك الوقت، وعلى يد عظماء الموسيقى، وهو ملحن مهم جدًا، لحن لنفسه 180 أغنية، كما غنى من ألحان آخرين حوالي 281 أغنية، وهو واحدًا من النماذج الفنية المنضبطة الذين حافظوا على التراث".
وبدورها قالت الدكتورة ناهد عبد الحميد، مؤلفة كتاب "كارم محمود..أمانة ياليل": "كارم محمود حالة جمالية إبداعية غير متكررة، فهو صوت طربي أصيل تُطرب له الأذن والروح، أحبه الجمهور في كل زمان ومكان، حقق نجاحات كبيرة ومتعددة في مجالات فنية مختلفة، لم ينقطع عن الغناء حتى عندما تخطى مرحلة الشباب، ومن يرى حفلاته يجده يتحرك على المسرح وهو في سن السبعين وكأنه شاب عشريني، واستطاع أن يجعل من فنه مدرسة، وترك لنا إرثا فنيا خالدًا، مازال عدد كبير من المطربين الجدد يعيدون غناء أغنياته وألحانه".
وقال الناقد أشرف عبد الرحمن: نشأ كام محمود وسط عمالقة من المطربين والملحنيين أمثال محمد عبد الوهاب، ومحمد فوزي، واستطاع أن يجد لنفسه مكان بينهم، تميز بصوت أوبرالي ويُعتبر من أهم وأشهر الأصوات التي غنت الموشحات والأدوار، وأول من قام بإحياء المسرح الغنائي بعد سيد درويش، بعدما كان المسرح الغنائي اندثر، كما أعاد الأوبريت الإذاعي، وقدم حوالي 35 أوبريت إذاعي، ونطالب الدولة بإقامة متحف فني يضم أعمال كارم محمود، وأعمال كل عمالقة الطرب المصري، باعتبارهم سفراء القوى الناعمة في مصر، ولنعلم أولادنا من هم هؤلاء العظماء".