«مبادرة الخير».. كيف تُساعد «حياة كريمة» الشباب في تأسيس مشروعاتهم الخاصة؟
لم تقتصر مهام المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" على تطوير البنية التحتية للقرى النائية بمحافظات مصر فقط، بل اهتمت أيضًا بتطوير بناء الإنسان، ونظمت دورات تدريبية عدة لتعليم الطلاب كيفية إدارة مشروعاتهم الخاصة، وتطبيق أفكارهم على أرض الواقع.
وكُل ذلك يجري بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، بمشاركة عدد من المدربين في التخصصات المختلفة، والذين يعملون على تأهيل الشباب وتجهيزهم لإدارة مشروعاتهم الخاصة.
تسهيلات بنكية للمشروعات الخاصة
"قضت على خوفي من المستقبل ووجهتني للطريق الصحيح" بتلك الكلمات لخصت ياسمين سعيد، طالبة بالفرقة الرابعة في كلية التربية بجامعة الزقازيق، ثمار مشاركتها في دورة "ابدأ مشروعك"، واصفة حالتها قبل انضمامها للدورة بأنها رغبت في أن تكون شخصية ناجحة صاحبة مشروع يعود عليها بالنفع، ولكن كثيرًا ما واجهتها صعوبات تعيِقها عن تنفيذ مشروعها، حتي جاءتها مبادرة "حياة كريمة" ومدت يد العون لها ووضعتها على بداية الطريق.
وتابعت: "عند معرفتي بأن "حياة كريمة" تقدم دورة لطلاب الجامعات تساعدهم على القيام بمشروعاتهم، سرعان ما انضممت إليها، لكوني أرغب في افتتاح مصنع لتصميم ملابس راقية للمحجبات وبأسعار مناسبة، فلدي موهبة تصميم الملابس، وأمتلك ماكينة خياطة لتفصيل الأزياء التي أصممها، ولكن لم أجد الدعم المادي"، مضيفة أنها عرضت فكرة مشروعها على المدربين، ولاقت استحسانًا منهم ، وأقترح أحدهم أن تصمم قطعة واحدة من الأزياء؛ لرغبة الكثير من الأشخاص يفضلون ارتداء ملابس مخصصة لهم.
وأوضحت أن الدورة فتحت مداركها وعمقت أفكارها، وجعلتها تنظر لأمور لم تكن تخطر على بالها، فأصبحت تقدر جيدًا عدد العمالة التي ستحتاجها لتشغيل المصنع والمحاسبين ومهندسي الصيانة حتى عمال النظافة، وتحدد رواتب كلا منهم، مكنها كل ذلك من إعداد ميزانية واضحة تقدر ب٥٢٣ ألف جنية، لافتة إلى تعاون المدربين معها في وضع الميزانية، بفوائد بسيطة تقدر 6%، فضلًا عن تسديدها أقساط القروض بعد مرور عام من بداية تشغيل المصنع.
وشكرت "ياسمين" الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحرص على توفير فرص عمل للشباب ويساعدهم على تحقيق أرباح تجعلهم قادرين على بناء حياتهم في سن مبكر، والاعتماد على أنفسهم دون انتظار المساعدات من الأهل، ولم تنس المدربين وسعة صدرهم وتقبلهم لكافة نقاشتهم دون ملل.
دورات جديدة من نوعها
قال عزيز ناصر، طالب بكلية الآداب، إنه كان يتردد دائمًا على مركز التطوير المهني بالجامعة، لحضوره كورسات تطوير اللغة الإنجليزية، وذات يوم أثناء تواجده بالمركز سمع عن عقد مبادرة "حياة كريمة" دورة في ريادة الأعمال مخصصة لطلاب الجامعات تعينهم علي إعداد مشروعاتهم، فتبادر إلى ذهنه الصورة النمطية عن الدورات المجانية بأنها غير مجدية ومفيدة، إلا أنه قرر خوض التجربة بنفسه.
وأوضح أن نظرته لتلك الدورات تغيرت تمامًا بعد انضمامه لدورة "حدد فكرة مشروعك"، قد كان يتجه لمبنى رئاسة الجامعة من الساعة العاشرة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا لمدة خمسة أيام متتالية ، يجلس مع زملائه من مختلف الكليات كي يستمعوا لشرح المدربين الذين يتطرقوا للنظريات الاقتصادية والتجارية في مجال ريادة الأعمال، ويطبقوا عمليًا عليها عبر كتاب حصلوا عليه مجانًا في أول أيام الدورة، مضيفًا أن مدة الدورة كانت كافية لتعليمه كيفية البدء في فكرة مشروعة وإدارته بطريقة صحيحة ودراسة احتياجات السوق وطرق تفاديًا للخسائر أثناء التنفيذ.
وعن فكرة المشروع التي سينفذها، قال:"عرضت على المدربين فكرة إنشاء مكان مخصص للمذاكرة والدراسة، ومجهز بسبورة إلكترونية، ومقاعد ومكاتب فردية وإضاءات مريحة للعين، ومكتبة تحتوى على روايات وكتب تثقيفية في كافة المجالات، ووضعت دراسة جدوى للمشروع الذي بلغ تقريبًا ٨٠ ألف جنية"، مضيفًا أنه يتواصل مع مدربي الدورة لمعرفة طريقة الحصول على القرض ونظام سداد الأقساط.
ولفت إلى أنه ألقى كلمة في اليوم الختامي للدورة أمام حشد كبير من إدارة الجامعة ومدربي جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وبعض القائمين على المبادرة، وشعر بالفخر عند حصوله على شهادة معتمدة من مبادرة "حياة كريمة "، مشيدًا بحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، على تقديم الدعم والإرشاد للشباب.