باحثة بالمركز المصرى للفكر ترصد تطورات العلاقات المصرية الجييوتية
في إطار إرساء قواعد الشراكة الاستراتيجية بين مصر وجيبوتي استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الأحد رئيس دولة جيبوتي إسماعيل عمر جيلة في زيارة رسمية.
قالت الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية نرمين سعيد كامل، إن تلك الزيارة تأتي بعد زيارة تاريخية قام بها الرئيس المصري لجيبوتي في مايو من العام الماضي.
وأشارت كامل إلى أن تلك القمة بين الرئيسين في قصر الاتحادية تأتى لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأوضحت كامل أن بوجه عام يأتي التطور في العلاقات المصرية الجيبوتية منذ عام 2019 ضمن استراتيجية مصرية بعيدة المدى لتعميق علاقاتها مع محيطها الأفريقي خصوصا لأنها ترأست الاتحاد في تلك الفترة حيث تشهد العلاقات بين البلدين تميزا سواء على مستوى التعاون العربي أو حتى داخل منظمة التعاون الإسلامي إضافة للاتحاد الأفريقي، وهو نفس العام الذي شهد قمة ثلاثية بين الرئيس السيسي والكيني والجيبوتي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وأكدت كامل أن جيبوتي تمثل أهمية استراتيجية لمصر نظرا لإطلالتها على مضيق باب المندب مما يؤهلها للتدخل في حركة الملاحة عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر في اتجاه قناة السويس كما أن لها أهمية وثيقة الصلة بملف سد النهضة الإثيوبي كواحدة من دول القرن الأفريقي.
وأشارت كامل إلى أن ملف سد النهضة ليس بؤرة الاهتمام الوحيدة في العلاقات بين البلدين مع الوضع بالاعتبار أن 80% من حركة التجارة الإثيوبية تعتمد على سواحل جيبوتي نظرا لكون الأخيرة دولة حبيسة.
وأوضحت كامل أن العلاقات تشهد تقاربا على المستوى الاقتصادي حيث تعد جيبوتي وجهة استثمارية كما أن هناك تعاون على مستوى مكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية.
ولفتت كامل إلى أن الجانب المصري سيسهم في مجالات البنية التحتية والطاقة والصحة والطيران وربط الموانئ والتعليم والثقافة، فضلا عن التعاون في دعم المؤسسات الأمنية والعسكرية الجيبوتية.
وأوضحت كامل أن من بين الملفات شديدة الأهمية في العلاقات بين البلدين ملف أمن البحر الأحمر خصوصا بعد تدشين مجلس الدول العربية والإفريقية المتشاطئة على البحر الأحمر، التي تلعب جيبوتي فيه دورا استراتيجيا نظرا لموقعها الذي يؤهلها للعب دور مهم في أمن منطقة الخليج العربي الذي يعد خطًا أحمر بالنسبة لمصر.