«هبات ساخنة».. رسالة نفسية للرجل بشأن سن اليأس في لغة مبسطة
ناقشت قاعة الصالون الثقافي رواية «هبات ساخنة»، الصادرة عن دار روافد للكاتبة سعاد سليمان بمشاركة الناقدة وأستاذ الأدب الدكتورة رشا الفوال والروائية وناقدة هالة فهمي، بينما أدارتها الشاعرة والباحثة بهية طلب.
وقالت الفوال: «هبات ساخنة لمدرسة النقد النفسي، إذ أنها تناقش قضية سن اليأس ومشاعره المتخبطة، إلى جانب خطاب الجنس المحايد تماما في إطار واقعي شديد الثراء والتنوع، وخاصة أنها تتطرق لمشكلة الهوية الجنسة وتقييم الإنسان لذاته وتعامله مع الآخر، بالإضافة الى الكبت النفسي الحادث من الكبت الجنسي».
وأشارت الى تناول الرواية عدة رسائل ايدولوجية وأخلاقية وسط تعدد الشخصيات النسائية اكثر من الذكورية، فشخصية سيناء التي تعاني من إهمال ابيها بسبب نزواته العاطفية وسلطانة التي توصفها البطلة كشهوة تمشي على قدمين، وسماهر الفنانة التشكيلية المحبطة دائما، بينما تعاني بطلة الرواية سلمي ضيابية الهوية الجنسة اذ تهبط رغباتها لمستوى الأحلام باختلاف جنس من تحلم بهم.
وأوضحت أن الكاتبة تتناول عدد من الانحرافات الجنسية في الرواية، بداية من لارتكاس الذي يبدوا في توجيه الفعل الجنسي على نفس الجنس، أو توجيهه للجنسين، أو الصورة العرضية لاختفاء الفعل الجنسي السوي لأشكال مرضية.
ومن جانبها، ركزت هالة فهمي على تناول الرواية للتغيرات الفسيولوجية التي تتعرض لها النساء في سن اليأس، التي تصل للآم الرهيبة في الجسد وصعوبة في التنفس، والهبات الساخنة الناتجة عن تغير الهرمونات، الى جانب مطالبة النساء للتعامل مع هذا التغيير الحاد و الانهيار الجسدي والنفسي مع قيامها بدورها كأم وزوجة وموظفة.
واعتبرت «فهمي» أن الكتاب ليس تجربة شخصية لأنه يمس كل نساء الأرض، وهي قضية تتعلق يالنساء والرجال أيضا، فحتى الرجال يحتاجون لقراءة هذا النص والتعرف أكثر على شريكتهم المرأة وما تمر به في هذا السن، كدعوة ليحترموا ذلك وشكل من التوعية النفسية.
أما عن اللغة فتقول: «كل أعمال الكاتبة تعتمد على الكتابة النفسية حتى في تناولها للسياسية، كما تعتمد على لغة غير مقعرة أو مستهجنة وإنما مبسطة تقترب من العامية، فالموضوع لا يحتمل لغة تعبير صعبة، وبالرغم من ذلك لا تنقصه الجرأة ويخلوا من الفجاجة، وهي كتابة صعبة لا يملك الجميع الجرأة لمناقشته».