في اليوم العالمي لختان الإناث.. حكايات من دفتر فتيات تعرضن للجريمة البشعة
تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أو جريمة ختان الإناث هو انتهاك لحقوق الإنسان للفتيات والنساء، في حين أن العدد الدقيق في جميع أنحاء العالم للواتي تعرضن لمثل هذا الأمر لا يزال غير معروف، لكن الإحصاءات الأولية تؤكد أنه تم ختان ما لا يقل عن 200 مليون فتاة وامرأة في 30 دولة.
وتعتقد غالبية الفتيات والنساء في معظم البلدان التي لديها بيانات متاحة أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يجب أن ينتهي، وكان هناك انخفاض عام في انتشار هذه الممارسة على مدى العقود الثلاثة الماضية، لكن لم تحقق جميع البلدان تقدمًا وكانت وتيرة الانخفاض متفاوتة.
في اليوم العالمي لختان الإناث ترصد "الدستور" حالات لسيدات وفتيات تم ختاهن، والأضرار الجسدية والنفسية التي لحقت بهن:
"جريمة لا أنساها كانت ستودي بحياتي"
السيدة البالغة من العمر خمسين عامًا، والتي تعمل في التدريس م.ك تتحدث عن المعاناة التي لا تنساها أبدا، فعندما كانت طفلة صغيرة أخذوها من يدها مع مجموعة من الفتيات الصغار من أقاربها ليقوموا بجريمة ختانها بواسطة إحدى السيدات المتخصصات في ذلك الأمر.
تسرد الأم: أن تلك السيدة لم تكن طبيبة، كانت خائفة جدا من شكلها الذي يوحي وكأنها ستقوم بقتلها، وما أن سمعت صراخ ابنة عمتها التي بدأوا بها أيقنت أن مصيرها سيكون مثلها، لكن للأسف كان أكثر سوءا.
فتلك الآلة حادة قد أصابها التلف عندما أتى الدور عليها، الأمر الذي تسبب في غيابها عن الوعي، وصار جسدها بالكامل أزرقا، وكأنها قد تأهبت للموت، وتم الذهاب بها إلى إحدى المستشفيات، وسارعوا بإنعاشها عن طريق بعض الحقن التي جعلتها تستعيد وعيها، لكنها لاتنسى أبدا تلك الحادثة البشعة التي كادت تؤدي بحياتها.
“أي جرم ارتكبناه لهذا العقاب القاسي؟”
تروي ي.ع صاحبة ال25 عامًا عن جريمة الختان التي تعرضت لها هى وأختها فى صغرهما، فبحكم طبيعتهما البدوية والصعيدية في آن واحد، وجب عليهن أن يقمن بذلك لإرضاء العادات والتقاليد، خوفًا من العار والفضيحة، ومن أجل حماية قضايا الشرف.. على من؟ ولماذا؟ لايعرفون الحقيقة.
يتساءلون أى جرم ارتكبوه حتى يحصلوا على ذلك العقاب القاسي، الذي لايمس للإنسانية بأي صلة، كونهن الآن فتيات متعلمات فإنهما يستنكران ماحدث لهما، ويرى أنه أثر على وجودهن الأنثوي وكيانهن، كما أنه يعد شكلًا من أشكال العنف ضد المرأة، باعتبار أنه يتم التمثيل بهن بتشويه أعضائهن التناسلية، ومن ثم يخافن أيضا من رغباتهن الجنسية، وهل سيؤثر ذلك على علاقتهما الزوجية فيما بعد؟ هل سيتقبل أزواجهن ماتعرضن لهن؟ وأثره النفسي والجسدي عليهن.
"لاحقتني الكوابيس بعد هذه الجريمة.. ورفضت أن أجريها لفتياتي"
تقول سيدة متزوجة تبلغ من العمر 30 عاما، إنها لن تنسى تلك اللحظات المؤلمة، فعندما كانت تبلغ من العمر 3 سنوات اصطحبتها أمها إلى المستشفى لإحدى الممرضات هناك، وكانت تبكي باستمرار، وهم يحاولون طمأنتها بأنه شىء بسيط جدا، ولن تشعر بالألم، لكنهم كانوا يكذبون عليها، وبالفعل تصاعدت صرخاتها، فالألم كان لايطاق.
وظلت سنوات بعدها تتذكر هذه الجريمة، والتي تأتي لها على هيئة كوابيس، وعندما تزوجت، خافت على بناتها من ذلك الأمر، ورفضت أن تجري لهن الختان، وأن تقوم بتشويه أعضائهن التناسلية التي هى ملك لهن.