منظمات نسائية: جائحة كورونا ضاعفت الفجوة بين الجنسين وأثرت على المساواة
أكدت عدد من المنظمات النسائية حول العالم على أن "كوفيد 19 وضع تحديات مضاعفة أمام تحقيق المساواة في المناطق المختلفة حول العالم.
جاء ذلك في الفاعلية التي نظمتها مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، على هامش منتدى الشراكة التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، وذلك تحت عنوان " كوفيد-19 والعنف الجنسي: مزيد من التحديات التي تحتاج إلى التضامن".
ومن أقاليم مختلفة حول العالم، جاءت الفعالية بالتعاون مع عدد من المنظمات النسائية في مناطق مختلفة من العالم؛ حيث شارك منتدى جالس الدولي من أوغندا، والحركة النسائية الكردية، والتحالف الدولي للمرأة، ومجموعة المرأة الكبرى في الأمم المتحدة، ومجموعة للمنظمات غير الحكومية الكبرى – إفريقيا.
هذا وقد ألقت هاجر منصف؛ نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة ماعت، الضوء على تداعيات الجائحة الصحية العالمية على أوضاع النساء والفتيات التي تزداد سوءاً يوم بعد يوم.
وذكرت أن التحديات المضاعفة التي تسببت فيها جائحة كوفيد 19 أثرت بالسلب على المساواة بين الجنسين.
وأكدت الخبيرة خلال حديثها على أهمية التضامن والتكاتف، والعمل على تبادل الشراكات مع العديد من الخبراء من مناطق مختلفة في العالم، وذلك لضمان تعزيز المساواة بين الجنسين وحماية حقوق النساء والفتيات.
وبالحديث عن أوضاع المرأة في منطقة جزر المحيط الهادئ، فقد أشارت ناليني سينغ؛ الشريكة المنظمة في مجموعة المرأة الكبرى في مناطق جزر المحيط الهادي، أن هذه المنطقة تواجه تحديات فريدة من نوعها لكونها بعيدة جغرافيًا ولاقتصاداتها الضعيفة.
كما تعاني المرأة من تأثيرات المشاكل الاقتصادية والكوارث البيئية وأيضًا تأثيرات التغير المناخي. بالإضافة لتلك التحديات فقد عانت المرأة خلال كوفيد 19 والإغلاق الناتج عنه خلال عام 2021. وأوصت "سينج" حكومات بلدان جزر المحيط الهادئ بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الشعبية ومنظمات حقوق الإنسان وحقوق المرأة والجماعات المحلية في تطوير خطط الانتعاش الاقتصادي طويلة الأجل من أجل التخلص من أشكال عدم المساواة بين الجنسين.
وبخصوص أوضاع المرأة والنساء في مناطق النزاع المسلح خاصة في منطقة الشرق الأوسط، تحدثت ديلارا ديريك؛ الباحثة في مركز دراسات اللاجئين بجامعة أكسفورد عن التأثير السلبي للنزاع على إمكانية وصل المرأة إلى التعليم والتحاقها بالمدارس، كما كانت سببًا لزيادة العنف المنزلي ضد المرأة، وارتفاع معدلات الزواج المبكر خاصة في كردستان العراق وسوريا وأفغانستان.
وناشدت "ديريك" المنظمات الغير حكومية وأصحاب المصلحة إلى ضرورة التعاون والتحرك الجماعي، ودعتهم لتدشين أجندة مكملة خاصة بهم للدعوة والمناصرة على أن تكون أكثر واقعية.
وانتقالاً للحديث عن أوضاع المرأة والفتاة الأفريقية، عرضت إيستر نامبوكا، المدير التنفيذي لمنتدى جالس الدولي؛ جملة من التحديات والممارسات الضارة التي تتعرض لها المرأة في الدول الأفريقية؛ حيث ختان الإناث وزواج الأطفال والزواج القسري، وغيرها من الانتهاكات التي تتعرض لها الفتاة الأفريقية.
وأوصت "نامبوكا" الحكومات الأفريقية بإعادة النظر في القوانين والسياسات الخاصة بالمرأة والفتيات، على أن تكون متسقة مع الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، والذي يحظر جميع أشكال العنف ضد المرأة كذلك تضمين بنود اتفاقية حقوق الطفل الأفريقي.
وعلى صعيد متصل، تحدثت ماريان بوكر؛ الرئيسة بالإنابة للتحالف الدولي للمرأة، عن وضع المرأة عالميًا خاصة فيما يتعلق بمناصب صنع القرار.
وارتكزت كلمتها حول دور المرأة في القطاع الاقتصادي وأهميته، وضرورة إشراك المرأة في وضع الاستراتجيات الاقتصادية في الدول بما في ذلك المتعلقة بالقضاء على الفقر.
وأوصت بضرورة توسيع مساحات مشاركة المرأة في الحياة العامة وخاصة في مناصب صنع القرار، كما دعت لمزيد من التعاون بين المنظمات الغير حكومية النسوية. وضرورة الالتزام بما جاء في أجندة التنمية المستدامة 2030 والعمل على تكييف أنظمة الدول مع الهدف الخامس المتعلق بالمساواة بين الجنسيين.
جدير بالذكر، أن هذا اللقاء يأتي في إطار مشاركة مؤسسة ماعت في منتدى الشراكة التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، ويتوافق مع موضوع المنتدى هذ العام 2022: إعادة البناء بشكل أفضل من كوفيد 19 مع تعزيز التنفيذ الكامل لخطة التنمية المستدامة لعام 2030، كما أن إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة ستنشر توصيات هذه الفاعلية على موقعها الإلكتروني، وذلك من باب تفعيل الشراكة التي يستهدفها المنتدى.