«في يوم الأخوة الإنسانية».. البابا فرنسيس يحيي شيخ الأزهر الشريف
بدأ قداسة البابا فرنسيس كلمته بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية بتقديم التحية لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قائلًا: "اسمحوا لي بادئ ذي بدء أن أحيي مع كامل التقدير والمحبة الإمام الأكبر أحمد الطيب، الذي وقّعت معه منذ ثلاث سنوات بالضبط في أبوظبي، وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، ولقد سرنا معًا في السنوات الأخيرة كأخوين واعيين بأننا من خلال احترام ثقافاتنا وتقاليدنا المتبادلة نلبي الدعوة إلى بناء الأخوة كرادع ضد الكراهية والعنف والظلم".
وأكد بابا الفاتيكان أن الأخوة الإنسانية إحدى القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تستند إليها العلاقات بين الشعوب، لئلا يشعر المحرومون أو أولئك الذين يعانون بأنهم مستبعدون ومنسيون، بل أنهم محتضنون ومدعومون كجزء من الأسرة البشرية الواحدة، ويتعيّن علينا جميعًا، أن نشاطر مشاعر الأخوة المتبادلة بيننا، وأن نعمل على تعزيز ثقافة السلام، التي تشجع بدورها التنمية المستدامة والتسامح والاندماج والتفاهم المتبادل والتضامن.
وأوضح البابا فرنسيس أننا جميعًا نعيش تحت قبة السماء الواحدة، بغض النظر عن مكان إقامتنا وطريقة عيشنا، وبمعزل عن لون البشرة والدين والطبقة الاجتماعية والجنس والعمر والظروف الصحية والاقتصادية، فجميعنا مختلفون ولكننا جميعًا متشابهون كما أثبته لنا زمن الجائحة هذا.
وأكد بابا الكنيسة الكاثوليكية أن الأخوة الإنسانية تقودنا إلى الانفتاح على الجميع، وأن نتبيّن في الآخر أننا كلنا أخوة، لنتشارك الحياة ونمد يد العون لبعضنا البعض، ولنحبّ الآخرين ونتعرّف عليهم، وأنه قد حان الوقت اليوم للسير سويًا، دون الإحالة إلى الغد أو إلى مستقبل قد لا يكون.
وأوضح البابا فرنسيس أن طريق الأخوة طريق طويل وصعب، لكنه قارب النجاة للإنسانية جمعاء، فنحن نواجه صفّارات الإنذار العديدة والأوقات المظلمة ومنطق الصراع براية الأخوة التي تحتضن الآخر وتحترم هويته وتحثّه على درب مشترك، لسنا سيّان بل نحن أخوة، ولكل منّا شخصيته وفرديته.
ووجه بابا الفاتيكان الشكر لكل من يعمل بقناعة بأننا نستطيع أن نعيش في سلام ووئام، مدركًا ضرورة تشييد عالم تعمّه أخوة أكبر لأننا جميعًا، إخوة وأخوات، من مخلوقات الله تعالى، وكل من سينضم إلينا في مسار الأخوة، مشجعًا الجميع على الالتزام بقضية السلام والاستجابة للمشاكل والاحتياجات الملموسة للمحرومين والفقراء والضعفاء، مشددا على السير جنباً إلى جنب، بصفتنا "كلنا أخوة"، لنصبح فعلًا من صنّاع السلام والعدالة، في سياق انسجام الاختلافات واحترام هوية كل واحد منا.