العشماوي: التصوف الإسلامى هو المنهج السلوكى والأخلاقى للأزهر منذ إنشائه
قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوى، أستاذ الحديثة وعلوم بجامعة الازهر، إن التصوف هو المنهج السلوكي والأخلاقي للأزهر الشريف منذ إنشائه وحتى الآن، وليس منهجا مخترعا، ولا مذهبا مبتدعا، بل هو التزكية التي هى إحدى وظائف الرسالة الخاتمة، "ويزكيهم"، وهو الغاية من بعثته الشريفة صلوات الله وسلامه عليه، "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وهو مقام الإحسان الذي هو أعلى مراتب الدين - على ما تضمنه حديث جبريل -، وهو حلية الأولياء، وصفة الصفوة.
وتابع " العشماوى" عبر صفحته الرسمية، قائلا : ثم هو مقرر أساس من مقررات كلية أصول الدين والدعوة، وهو أحد فروع التخصص العلمي لقسم العقيدة والفلسفة، تكتب فيه البحوث والرسائل العلمية، وإن كنت أنعى على كثير من باحثي هذا القسم الآن صدوفهم عنه، واشتغالهم بعلمي الكلام والفلسفة، والذي يراجع تاريخ شيوخ الجامع الأزهر يجدهم كلهم صوفية بلا استثناء، حتى مع بداية ظهور الحركة الوهابية كان الأزهر الشريف بشيوخه وطلابه بمنأى عنها، ولم نسمع أن وهابيا أو غيره تقلد مشيخة الأزهر، بل كانوا كلهم صوفية أشاعرة، وكانت مصر في حصانة من خطر هذا الفكر الدخيل - الذي يتنصل منه أتباعه الآن - بفضل الأزهر الشريف وعلمائه.
وأوضح : حتى ابتلى الله الأزهر بنابتة السوء، ممن حادوا عن المنهج الأزهري الأصيل، الذي توارتثته القرون والأجيال، قرنا بعد قرن، وجيلا بعد جيل، بل ذهب الشطط ببعضهم إلى أن يحذر الناس من عقيدة الأزهر وهي عقيدة الأشاعرة، إحدى طوائف أهل السنة - باعتبارها عقيدة باطلة، ودعا إلى استبدالها بعقيدة أهل السنة، ولست أدري إذا لم يكن الأشاعرة من أهل السنة؛ فمن يكون.
وأشار: البعض دعا إلى إلغاء التصوف من مقررات الأزهر، باعتباره بدعة في الدين، وحذروا الناس من شيوخ الصوفية، كالشعراوي، وعبد الحليم محمود، ومحمد خليل الخطيب، ومحمد زكي الدين إبراهيم، وجودة المهدي، وغيرهم من الأكابر، والسؤال الآن: هل كان الأزهر الشريف بشيوخه وعلمائه وطلابه؛ مجتمعين على ضلال، متواطئين على بدعة، طيلة عشرة قرون من الزمان، هي عمر هذا المعهد العتيق المبارك، الذي ورث القرون الثلاثة الفاضلة، وحمل راية الدعوة إلى الإسلام، ونشر العلم والإيمان في ربوع المعمورة؛ حتى جاء هؤلاء النابتة، حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام؛ ليصححوا له المسار، ويردوه إلى الصواب.
واختتم قائلا: إن كان الأمر كذلك، فقد اجتمعت الأمة كلها على ضلال، وهو ما عصم الله منه هذه الأمة المباركة المرحومة، فثبت بذلك ما قررناه من صحة المنهج الأزهري المتوارث، وبطلان ما ادعته عليه نابتة السوء، هدانا الله وإياهم سواء السبيل.