رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القائمون على تنفيذ مراكز إسعاف فى قرى «حياة كريمة» لـ«الدستور»: «نؤدى رسالة وطنية»

حياة كريمة
حياة كريمة

احتل تطوير القطاع الصحى حيزًا كبيرًا وفى الصدارة، ضمن مستهدفات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، لكونه من أهم عناصر منظومة «بناء الإنسان» التى وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتنفيذها فى أنحاء الجمهورية كافة.

تضمنت جهود تطوير هذا القطاع إقامة العديد من المستشفيات والوحدات الصحية الجديدة فى القرى المستهدفة، إلى جانب تحديث وتطوير القائم منها بالفعل، ومدها بالأجهزة والأطباء، وصولًا إلى إقامة وتجديد مراكز الإسعاف، بما يسهل نقل المرضى والمصابين فى أوقات الطوارئ فى أسرع وقت ممكن.

«الدستور» تحدثت إلى عدد من القائمين على تنفيذ هذه المراكز، من عمال ومقاولين ومهندسين، وتنقل فى السطور التالية تفاصيل تجربتهم ودورهم الوطنى والإنسانى فى خدمة المواطنين وأهالى القرى.

جمال إسماعيل: أصبح لدى دخل ثابت بعد معاناة بسبب «كورونا»

جمال عبدالعال إسماعيل، ٥١ عامًا، مقاول فى إحدى قرى مركز «ساحل سليم» بمحافظة أسيوط، قال إنه شارك فى العديد من المشروعات ضمن مبادرة «حياة كريمة»، كان آخرها بناء وحدة إسعاف فى القرية.

وقال «إسماعيل»: «فى بدايات انتشار كورونا، سوق المقاولات تجمد بالمعنى الحرفى للكلمة، ولم أجد مصدر رزق لأسرتى، وساءت حالتى جدًا، لدرجة أننى اعتمدت على بعض المساعدات من الآخرين». 

وأضاف: «كل هذا انتهى بالتحاقى للعمل بمبادرة (حياة كريمة)، التى شاركت من خلالها فى تنفيذ العديد من المشروعات، من بينها وحدة الإسعاف». وأوضح أن أحد المكاتب الهندسية التابعة للمبادرة طلب منه تنفيذ بعض الأعمال فى المشروع، خاصة أنه سبق وتعامل مع هذا المركز، وأشاد بطريقته فى العمل، وبالفعل التحقت للعمل به، وأصبح لدىّ مصدر دخل ثابت.

وشدد على أن قريته عانت فترة طويلة من تهالك مركز الإسعاف، وبُعد المسافة إليه، الأمر الذى تسبب فى وفاة أحد أصدقائه المقربين، نتيجة تعطل الخدمات فى هذا المركز، لذا ينظر إلى مشاركته فى بناء وحدة الإسعاف باعتبارها رسالة وطنية وإنسانية.

خليل بشرى: أشارك فى عمل عظيم رغم الطقس

شدد خليل بشرى عطاالله، ٥٠ عامًا، مبيض محارة فى مشروع لإقامة مركز إسعاف بإحدى قرى مركز «أشمون» بالمنوفية، على أن برودة الجو لم تمنع عمله من الثامنة صباحًا حتى الرابعة عصرًا، ويشعر بسعادة بالغة لمشاركته فى عمل عظيم مثل هذا. 

وقال «عطاالله»: «مراكز الإسعاف القديمة فى القرى كانت عاملة زى الكشك، وتفتقد أبسط معدات الإسعاف اللازمة، وهو ما تسبب فى وفاة الكثيرين بتلك القرى».

وأضاف: «الوضع حاليًا تغير تمامًا، فمن المخطط تجهيز هذه المراكز، وتزويدها بأحدث أجهزة التكييف والحاسب الآلى، وكل الأدوات والمستلزمات الطبية اللازمة، بحيث لا تقل عن أى نقطة إسعاف موجودة فى القاهرة». 

واختتم: «من المخطط تسليم وحدة الإسعاف بشكل كامل، بعد الانتهاء من مرحلة التشطيبات النهائية الأخيرة، خلال شهر تقريبًا من الآن».

محمود المر: نختار عمالًا من نفس المكان للتغلب على مشاكل التنقل

كشف المهندس محمود المر، المشرف على إنشاء مراكز الإسعاف فى قرى مركز «زفتى» بمحافظة الغربية، عن أن دوره يتمثل فى الإشراف الكامل على جودة العمل وسرعة تنفيذه.

وقال «المر»: «أعمل على تذليل أى معوقات تقف حائلًا أمام العاملين، خاصة ما يتعلق بالأمور الإدارية، فضلًا عن تزويدهم بكل الأدوات التى تساعد على إنجاز عملهم فى التوقيت المحدد».

وأضاف: «لدينا إيمان قوى بأننا نخدم الوطن، ونقدم شيئًا مهمًا لأهالينا، لذا فإن العمال يتغلبون على جميع المشاكل التى تواجههم لإنجاز العمل المطلوب». وأشار إلى أنه فى كل نقطة إسعاف يعمل بين ١٠ و١٢ عاملًا فقط، لأن المساحة تكون صغيرة، ويتفانى هؤلاء العمال فى عملهم، لإنجازه بالشكل المطلوب وفى الوقت المحدد، رغم أن ظروف العمل تصبح قاسية أحيانًا.

ونبه إلى أن مسئولى مبادرة «حياة كريمة» اشترطوا أن يكون المشاركون فى المشاريع من أهالى القرى نفسها، للتغلب على مشكلات التنقل وصعوبته، وتحقيق شعور لدى العامل بأنه يخدم أهله وأسرته بمشاركته. 

وقال «المر» إن مراكز الإسعاف تنوعت بين نموذج السيارة الواحدة، ونموذج السيارتين، على حسب احتياجات المنطقة ومساحة المركز، وكل منها يتكون من طابق واحد فقط مجهز على أعلى مستوى، لخدمة المواطنين المستفيدين، وكذلك المسعفين الذين سيقيمون به.

وائل بخيت: فخور بدورى.. وسأحكى عنه لأولادى 

قال وائل على بخيت، سباك من مركز «الحسينية» بمحافظة الشرقية، إنه فخور بمشاركته فى مشروعات مبادرة «حياة كريمة»، ويشعر بسعادة بالغة عندما يقول له المهندسون: «الله ينور.. تسلم إيدك».

وأضاف: «فخور بوضع اسمى بجانب المشاركين فى مشروعات مبادرة (حياة كريمة)، خاصة مراكز ووحدات الإسعاف».

وواصل: «سأحكى لأطفالى عن مشاركتى فى هذه المبادرة العظيمة، لما أنجزته على أرض الواقع وقدمته لخدمة أهالى القرى الذين عاشوا فترات طويلة دون خدمات».

وأشار إلى أنه فضّل المشاركة فى مشروعات «حياة كريمة» على العمل الحر، لكونها تضمن له دخلًا ثابتًا، إضافة إلى المعاملة الجيدة من جميع المهندسين والمشرفين.

واختتم بقوله: «كبار المسئولين يزورون الموقع باستمرار، وهذا يسهم فى رفع معنوياتنا، وبالتالى إنجاز العمل أسرع وبشكل أفضل».

يوسف محمود: ٢٠٠ متر مساحة المركز الواحد

أشار المهندس يوسف محمود، المسئول عن تنفيذ مراكز الإسعاف بمحافظة أسيوط، إلى إن هناك مراكز تم هدمها بالكامل وإعادة تشييدها مرة أخرى، علاوة على إنشاء مراكز جديدة أيضًا فى بعض المناطق، وذلك حسب احتياج كل منطقة، وعدد الأهالى القاطنين بها.

وبالنسبة لاختيار الأماكن التى سيتم إنشاء أو تجديد مراكز الإسعاف بها، فيتم ذلك بناءً على معاينة مبدئية، تشهد حصر المناطق التى لا توجد بها وحدات إسعاف قريبة، فضلًا عن حصر الوحدات الموجودة بالفعل ومعاينتها هى الأخرى، لمعرفة حاجتها للتجديد أم لا، مضيفًا: «الأولوية للأماكن الأكثر احتياجًا».

وكشف عن أن مساحة المركز الواحد تبلغ ٢٠٠ م٢ تقريبًا، ويتم تنفيذ كل منها بطريقة معمارية حديثة، بحيث تتيح انتقال عربات الإسعاف بسهولة فى حالة طلبها، عبر إتاحة مسارات سريعة لها.

عمر محمد:نتنافس لإتمام رسالتنا على أكمل وجه

أوضح المهندس التنفيذى عمر محمد، أحد مشرفى مشروع إنشاء مراكز الإسعاف فى مركز أشمون بالمنوفية، أن العمل يجرى على قدم وساق فى إنشاء هذه المراكز، رغم برودة الجو، فى ظل أن جميع المشاركين يعتبرون أنهم يؤدون عملًا وطنيًا ورسالة سامية يتنافسون من أجل إتمامها على أكمل وجه. 

وأضاف أن تصميم المراكز الجديدة روعى فيه بشكل رئيسى أن يتضمن كل الوسائل التكنولوجية، لسرعة إنقاذ المرضى، ويضم كل منها جزءًا إداريًا به غرف راحة للمسعفين، وصالة انتظار كبيرة، فضلًا عن حضّانة، بالإضافة إلى جراج مخصص لسيارتى إسعاف مجهزتين بأحدث وسائل الإسعاف اللازمة للمريض فى حالة الطوارئ، وغرفة بالمبنى خاصة بالمولد الكهربائى. 

وشدد على أن اختيار موقع كل مركز إسعاف يتم بالتنسيق بين مسئولى الإسعاف وجهاز التعمير والوحدة المحلية، مختتمًا بقوله: «هذه المراكز تقدم خدمة الإسعاف للمواطنين، وأسهمت فى توفير فرص عمل لكثير من أهالى القرى، الذين عانوا فترات طويلة من البطالة، ففيها يعمل الكهربائى والمقاول والسباك والخفير، وغيرها من التخصصات الفرعية».