إعادة إحياء مدينة إسنا من خطط المشروعات السياحية الكبرى.. لماذا؟
وضعت القيادة السياسية خطة تطوير وإعادة إحياء مدينة إسنا بمحافظة الأقصر للأهمية التاريخية والسياحية للمدينة، لتكون من ضمن المشروعات الكبرى التي تنفذها الدولة بالمناطق الأثرية، خاصة أنها تضم معالم من حقب تاريخية مختلفة، ما يؤهلها إلى أن تصبح متحفا مفتوحا للزائرين.
معالم للاثار المسيحية والإسلامية
أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء، أن اهتمام الدولة بأعمال ترميم وتطوير مدينة إسنا التي تعد من محطات بواخر السياحية النيلية التي تذخر بالآثار المتنوعة والعامة؛ تعد إضافة جديدة للسياحة في مصر ودافع رئيسي لمزيد من الاستثمارات وتنشيط لكل مقومات السياحة بها.
وأوضح ريحان، في تصريح للدستور، أن إسنا كانت تسمى قديما “سنى” وأسمها القبطي “اسنى” ، واليونانيين سموها لاتوبوليس، تشتهر بمعبد خنوم الذي يتوسط الآثار المسيحية والإسلامية بها ممثلة في كنيسة السيدة العذراء، وكالة الجداوي الأثرية والمسجد العمري ومسجد الزاوية البيضاء وقيسرية إسنا.
وأضاف أن إسنا تضم في داخلها معالم الآثار المسيحية ومنها مغارات المتوحدين بأصف وهي عبارة عن أماكن لسكني الرهبان تحت مستوى الأرض، ودير الرومانية بقرية الدير على الجانب الشرقي من النيل وآثار الكنيسة أمام معبد إسنا.
وتابع: هناك بعض معالم الآثار الإسلامية منها الجامع العمري (469- 470 هـ/1077 – 1078م) أو الجامع العتيق الذي يقع شرق معبد إسنا ولا يفصله عن نهر النيل غير شارع الكورنيش، ولهذا الجامع تاريخ عريق فقد تجدد عدة مرات وكان سقفه يرتكز على ثلاثة عشر عمودًا من عصر البطالمة والواقع أن هذا الجامع يرجع إلى ما هو أقدم من هذا التاريخ بتسعمائة وعشرين عامًا.
أقدم مئذنة في تاريخ مصر
واستكمل خبير الآثار أن مئذنة جامع إسنا من أقدم المآذن في مصر الإسلامية، وتضم إسنت عمائر مدنية مهمة مثل الخانات وهي مبان عامة لإيواء الوافدين على المدينة من غير أهلها، وعادة ما يحتوي الدور الأرضي على حوانيت للتجارة، فهي من المنشآت التجارية والعمائر المدنية أيضا منتشرة في بندر وقرى إسنا، منها المنشآت الصناعية كمعاصر الزيت وقاعات نسج السجاد والكليم وأفران الفخار والجير.
تطوير معبد الإله خنوم
وقال هاني فراج، أخصائي ترميم بإسنا، إنه تم تسليط الضوء على المدينة بعد الأعمال التي تم تنفيذها في المنطقة التاريخية، بداية من ترميم معبد الاله خنوم وإظهار الالوان والنقوش الاصلية له، التي أبهرت الزائرين سواء سياح أو مصريين.
وتابع: الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أمر بتطوير المنطقة التاريخية لمدينة إسنا وهي تضم مجموعة من الآثار تمثل بانوراما تاريخية.
وأوضح في تصريح ل"الدستور"، أن إسنا تضم معبد الآلة خنوم ويوجد أيضا بجواره وكالة تجارية هي وكالة الجداوي وسميت بهذا الاسم نسبة إلى منشأها حسن بك الجداوي.
وأضاف: يوجد مسجد العمري الذي تبقى منه المئذنة وتقع على بعد ١٠٠ متر من معبد إسنا، كما تضم عدد من البيوت الاثرية ذات الطابع المعماري الإسلامي.
وأختتم “فراج”: هناك السوق القديم أو القيثارية التي تم تطويرها مؤخرًا، وفي محيط المعبد معصرة زيوت تاريخية يعود إنشائها إلى عام ١٨٩٧، وتعمل على إنتاج الزيت من بذرة الخس.