سر تقدم ذكر يحيى قبل إصلاح حال الزوجة في سورة الأنبياء.. أستاذ أزهري يوضح
تلقى الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، سؤالا من أحد المتابعين عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يقول: جاء في سورة الأنبياء آيه 90 قوله تعالى: (فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه)، فمن المفترض أن نقول استجبنا له ثم أصلحنا له زوجه ثم وهبنا له يحيى، فهذا هو التسلسل المنطقي فدائما عند هذه الآية أتوقف واسأل نفسي، فلماذا وهبه الذرية قبل الإصلاح؟
من جانبه، قال أستاذ التفسير: فقد اختلف المفسرون في المراد بإصلاح الزوجة هنا عن زكريا عليه السلام: (فاستجبنا له ووهبنا له يحيي وأصلحنا له زوجه ) على قولين.
- الأول كانت عقيما لا تلد فأصلحها بأن جعلها ولودا كما ذكر عن بعض السلف.
- الثاني قال بعضهم كانت سيئة الخلق فأصلح الله حالها بأن رزقها حسن الخلق .
وأضاف مرزوق، وأما عن موضوع تقدم ذكر يحيي على إصلاح زوج زكريا على القول الأول ففيه أقوال.
- أولًا: أن الواو لا تفيد الترتيب بل المشاركة والتزامن هبة الولد بإصلاح الأم أو إصلاح الأم بهبة الولد، وهذا بخلاف الفاء التي هي الترتيب والتعقيب وثم التي هي الترتيب مع التراخي، وعلى هذا فلا وجه للسؤال .
- ثانيًا : قدم الولد لأن زكريا عليه السلام طلب من الله تعالى أن يهبه ذرية طيبة فاستجاب الله تعالى له بالولد وزياده من فضله إصلاح الزوجة فكأنه عز وجل أعطاه ما طلبه وزيادة فوق ذلك.
- ثالثًا: قال بعضهم قدم ذكر يحيي ليبين له أنها هبة من الله تعالى وهو أمر مقضي وليس موقوفا على شيء بل هو بمحض القدرة الإلهية.
- رابعًا: قدم ذكر يحيي عليه السلام لأن ذكره تقدم في الإخبار من الله تعالى كما في سورة مريم، وبعد أن قال زكريا عليه السلام: ( أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا )، أخبره الله تعالى بقدرته على كل شيء ( قال كذلك قال ربك هو علي هين )،وبهذا يتبين سر تقدم ذكر يحيي عليه السلام.