بمبادرات رئاسية.. كيف دعمت الدولة صناعة السجاد للمنافسة عالميًا؟
بحسب آراء الخبراء والاقتصاديين فإن قطاع الحرف اليدوية يعد من أكبر القطاعات المؤثرة في الاقتصاد المصري بعد قطاع الزراعة مباشرة، لذا أي تطوير يشهده يعود على العاملين فيه بالفائدة أولًا وتوفير لفرص عمل جديدة ثم يسهم بشكل كبير في الاقتصاد القومي المصري.
وهو ما دفع القيادة السياسية وبتوجيهات من الرئيس السيسي إلى تعزيز دور قطاع الحرف اليدوية وتلبية جميع احتياجاته ومساعدته على النهوض، خاصة مع تميز مصر بالكثير من المنتجات الحرفية واليدوية التي يمكن تصديرها للخارج وفتح أسواق عالمية لها.
كانت آخر هذه المجهودات سعي وزارة التجارة الصناعة لإعداد دراسة متكاملة للارتقاء بصناعة السجاد المصري وزيادة قدرته التنافسية، سواء داخل السوق المحلي أو الأسواق الخارجية، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية والقطاع الخاص ممثلا في الشركات العاملة في انتاج السجاد والغرف الصناعية والمجالس التصديرية المعنية.
في هذا الصدد، أكد ممدوح الشربيني، المدير التنفيذي لغرفة صناعة الحرف اليدوية، أن مصر من أبرز الدول وافضلها في صناعة السجاد اليدوي، وبعد أن كانت تحتل إيران المركز الأول في السيطرة على سوق السجاد اليدوي تراجع هذا المعدل بعد العديد من الاعتبارات السياسية، ليصبح الباب مفتوحًا ويقول أمام المنتج المصري ليغزو الأسواق.
مبادرة تتلف في حرير
أوضح الشربيني، لـ"الدستور"، أن الدولة المصرية وضعت ضمن رؤيتها لمصر ٢٠٣٠ قطاع الحرف اليدوية ضمن أولوياتها للنهوض به لما لهذا القطاع من قوة وتأثير كبير كما أن عدد العاملين به ليس بالقليل، وهو ما كان السبب في العديد من مبادرات تنمية صناعة السجاد والمنسوجات اليدوية منها مبادرة تتلف في حرير بتمويل من وزارة التضامن وصندوق تحيا مصر وبمشاركة غرفة الحرف اليدوية.
جاءت مبادرة تتلف في حرير بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم منتجات النول المصري، بالتعاون مع صندوق تحيا مصر التي تبلغ تكلفتها 20 مليون جنيه، منها 11 مليون جنيه من وزارة التضامن و9 ملايين جنيه من "صندوق تحيا مصر".
تستهدف المبادرة توزيع 1000 نول وخامات إنتاج علي مصنعي السجاد اليدوي والكليم والجوبلان، والتي تحقق دعما وتمكينا اقتصاديا لـ1000 أسرة وأكثر من 3000 مستفيد، حيث يخدم النول الواحد 3 أفراد، كما تهدف المبادرة إلى إنشاء قاعدة بيانات لصناع السجاد والكليم اليدوي وتسيير ضمهم إلى منظومة الحماية الاجتماعية وربط أسرهم ببرامج الحماية المقدمة من الوزارة، والمساهمة في عمل علامة تجارية للسجاد اليدوي المصري.
مشروع أبو تيج في أسيوط
وذكر المدير التنفيذي لغرفة صناعة الحرف اليدوية أنه كان هناك مشروع آخر لدعم السجاد اليدوي وهو مشروع أبوتيج باسيوط الذي انطلق لدعم المنسوجات اليدوية، حيث بدأ المشروع بـ 150 سيدة وفتاة تم تدريبهن لمدة 22 شهرا، وتم صرف 250 جنيه للمتدربة، ثم 300 لمدة 6 شهور، 500 في الربع الثالث لتحفيزهن، وكان المطلوب انتاج 200 متر من السجاد اليدوي.
وتابع: "بعد انتهاء التدريب تخريجت 75 سيدة وفتاة كمرحلة أولى، وتم توفير ال 400 متر ب 640 ألف جنيه، ووفرنا 75 نولا بأعلى مواصفات فنية، كذلك خامات ورسومات وتصميمات، وتم تسليم كل مستفيدة نولا لتبدأ مشروعا خاصا في منزلها تستفيد بعائده، وتم توفير 225 فرصة عمل.
تم تمويل مشروع تنمية صناعة السجاد اليدوي في أبو تيج بقيمة إجمالية تصل إلى 2 مليون و800 ألف جنيه، وجاء هذا المشروع من ضمن اهتمام الدولة بالمشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر وذلك للقضاء على البطالة وتوفير فرص عمل جديدة.