مجددًا.. بابا الفاتيكان يلتقي الكاتبة إديت بروك في ذكرى ضحايا المحرقة
التقى البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في بيت القديسة مرتا الكاتبة اليهودية المجرية التي تعيش في إيطاليا إديت بروك والناجية من الاعتقال في معسكر أوشفيتس النازي.
ويعد هذا هو اللقاء الثاني بينهما حيث كان قداسة البابا قد توجه في ٢٠ فبراير ٢٠٢١ لزيارتها في منزلها عقب قراءته مقابلة مؤثرة أجرتها معها جريدة أوسيرفاتوري رومانو تحدثت فيها عما عاشت مع عائلتها من أهوال خلال فترة الاضطهاد النازي.
خلال اللقاء قال البابا فرنسيس للسيدة بروك: إنه جاء إلى منزلها ليشكرها على شهادتها ولتحية الشعب شهيد جنون الشعبوية النازية، كما وطلب الأب الأقدس حينها المغفرة باسم البشرية.
واستمر لقاء أمس مع الكاتبة المجرية في بيت القديسة مرتا ما يزيد عن ساعة وشمل العديد من المواضيع والذكريات، وإن تمحور حول يوم الذكرى وأهمية نقل الذاكرة إلى الأجيال الجديدة، إلى الشباب.
وشدد كل من البابا فرنسيس والسيدة بروك على قيمة نقل ذاكرة الماضي إلى الشباب وحتى الأطفال رغم قسوة أحداث هذا الماضي، وذلك لتفادي السقوط في المآسي ذاتها، حسب ما جاء في بيان لدار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي.
وكررت إديت بروك التأكيد على هذا في مقابلة أجراها معها موقع فاتيكان نيوز، مشيرة إلى أن البشر لم يتعلموا من أخطائهم، لم يتعلموا من أوشفيتس أو من فيتنام.
وخلال لقاء أمس روت الكاتبة بروك لقداسة البابا ما تقوم به من عمل ونشاط، ما بين المشاركة في أحداث كثيرة وعدد كبير من المقابلات التي أجريت معها لمناسبة يوم إحياء ذكرى ضحايا المحرقة. وتوقفت بشكل خاص عند ما وصفته بالحج إلى المدارس الإيطالية، وذلك للحديث إلى الأطفال والفتية حول ما عاشت، ما فقدت وما اكتشفت.
وأكدت في حديثها للأب الأقدس أن هذا نشاط أساسي للمجتمع ولها هي أيضا. ومازحها البابا فرنسيس قائلا إنه يجدها أكثر شبابا من اللقاء السابق بفضل هذا العمل. وأرادت الكاتبة لفت الأنظار إلى لمسها تأثير أحاديثها هذه على الشباب والفتية، وتابعت أنها تريد أن تقول للآباء والأمهات أن أبناءهم هم أفضل مما يتخيلون. وفي تعليقه على هذه الكلمات شدد قداسة البابا مجددا على أهمية التواصل بين الآباء والأجداد والأحفاد، بين المسنين والأجيال الجديدة.