رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مريم عبد العزيز: «هناك حيث ينتهي النهر» رواية الأحلام المجهضة

هناك حيث ينتهي النهر
هناك حيث ينتهي النهر

صدر حديثا عن دار الكتب خان للنشر والتوزيع رواية "هناك حيث ينتهي النهر" للكاتبة الروائية مريم عبدالعزيز، وجاءت رسوم الغلاف للفنانة الصحفية دعاء العدل. وذلك بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 35، والمقرر إقامة فعالياته في الفترة من اليوم الـ 26 من يناير حتى 7 فبراير المقبل.

 وتقول الكاتبة الروائية مريم عبد العزيز لـ"الدستور": “تدور الرواية في ثلاث مدن هي القاهرة والإسكندرية ورشيد، وتطرح تساؤلات حول الآمال المجهضة ومحاولات التحقق ومقاومة الهزيمة والتشاغل عنها أو إنكارها حتى في حالة بعض الشخصيات”.

وتضيف عبد العزيز: “فمن خلال عيون ثلاث سيدات (سلمى وجميلة وأم بطة) تنتمين لطبقات اجتماعية ومراحل عمرية مختلفة؛ نعايش تجارب الفقد وصراع الأمل واليأس، ومن خلال (حامد ومصطفى) نعايش صراعا آخر في محاولة الأبناء التخفف من ميراث ثقيل للآباء، وهو على كونه صراع شخصي لكنه لا ينفصل عن الإحباطات السياسية والاجتماعية العامة”. 

وتتابع: "كذلك تتطرق الرواية لفكرة العواصم والمدن الكبرى في انغلاق سكانها على هموم ربما لا تعني شيئا بالنسبة لسكان المدن الأخرى، التي لا تحظى بنفس الاهتمام والخدمات، وهامش الرفاهية الذي تحظى به هذه العواصم، حتى إنهم يجهلون تماما ما يعانيه سكان المدن الأخرى.

وتختم عبد العزيز: “التيمات الرئيسية في الرواية هي الهزيمة والفقد والانتظار، كحلقات مفرغة يدور فيها الأبطال حول هزائمهم الفردية التي تكوّن هيكلا لهزيمة جماعية كبرى”.

من أجواء الرواية نقرأ:

“تصحبني جميلة معها في ذكرى أبيها السنوية. نحمل أكياسًا بها فطائر خَبَزَتْها بنفسها لتوزِّعها رحمةً على روحه. هل يشعر أبيها بما تفعله من أجله؟ أنتبه إلى أنني لم أفعل شيئًا لترتاح روح أبي. لم أفعل شيئًا سوى أنني ألومه على غربته في الحياة والموت. لم يكن بيده أن يختار. أظنُّ أن روح جدَّتي في العالم الآخر ترقد الآن في راحة، وربما تزور أمي بين فترة وأخرى، شامِتةً، تغيظها بانتصارها عليها، ففي النهاية رقد صابر بجوار أمِّه رقدَتَه الأبدية، وترك فاتن وحيدةً في قبرها. نقرأ الفاتحة على قبر أبي جميلة، ونوزِّع الفطائر. عند عودتنا أصارح أم بطة أنني أرغب في صنع فطائر لروح أبي، فتقول بودٍّ: «هاتي الدقيق وأنا أعلِّمك». أشتري السمن والدقيق، نلتفُّ حول المائدة ثلاثتنا أنا وبطة وجدتها. تبعثر الطفلةُ الدقيقَ بفرحٍ تحاول تقليد ما نفعل. تلوي أم بطة شفتيها بحسرة وتوجِّه كلامها للطفلة: «والنَّبي لنوزَّع على روح أبوكي انتي كمان». لا تفهم الطفلة ما تعنيه جدَّتُها، وتستمرُّ في لعبها بالعجين، وعند المساء يكون البيتُ مُعبّئا برائحة خبيز شهيٍّ على أرواح أمواتنا الذين لا نعرف لهم قبورًا”.