«هل يجوز الانتفاع بمال حلال اختلط بآخر حرام؟».. لجنة الفتوى بالأزهر تُجيب
قالت لجنة الفتوى بالأزهر، إن المال الحرام الذي اختلط بمال المؤمن الحلال، إما أن يكون معروفًا بعينه، متميزًا مفرزا عن المال الحلال، وإما أن يكون شائعًا فيه أي لا يستطيع التمييز بين ما هو حرام، وما هو حلال.
وتلقت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، تساؤلًا من أحد المواطنين يقول: “هل يجوز أن انتفع بالمال الحلال الذي اختلط بمال حرام؟”.
وتابعت: إذا كان يمكن إفراز وتعيين الحرام من الحلال من أموال الشخص كان المال الحرام خبيثا، ويحرم على الشخص الانتفاع به بأي وجه من وجوه الانتفاع، ووجب عليه التخلص منه عن طريق المساهمة به في المشاريع العامة الخيرية، وليس له حظ من ثواب هذه المساهمة لأن الثواب يقتضي حل المال المساهم به.
وأكملت: أما إذا كان لا يمكن إفراز الحرام من الحلال من أموال المسلم لاختلاطه به اختلاطًا شائعًا جاز لمثل هذا الشخص أن ينتفع بجميع ماله، لأن الحرام لا يحرم الحلال كما تقضي بذلك القواعد الفقهية على أن يتجنب اكتساب المال الحرام، ويحرص على أن يكون ماله كله حلالا طيبا لأنه سيسأل عن عدم حل ماله يوم العرض على الله عز وجل حيث جاء في الحديث الشريف :" وعن ماله من أين اكتسبه،وفيم أنفقه ".
وأضافت اللجنة، فإن المؤمن طيب لا يأكل إلا طيبا، ولا يلبس إلا طيبًا، ولا ينطق إلا بالكلام الطيب، فحياته كلها، وشأنه كله طيب هكذا ينبغي أن يكون ما عليه المؤمن حتى يكون محل رضا من الله عز وجل ،قال تعالى:" إليه يصعد الكلم الطيب "٠
ونوه بأنه بشأن المطعم الطيب، والملبس الطيب يقول الحق عز وجل:" يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا"، فقد قدم الله عز وجل في بيانه القرآني المعجزالأكل من الطيبات على عمل الصالحات مما يشعر بأن الأكل من الحرام يؤثر سلبا على عبادات الإنسان، وطاعاته ويمنعها من الصعود إلى عرش الرحمن، وهذا ما صرح به نبينا خير الأنام في حديث مروي عنه صلى الله عليه وسلم ،إن الرجل ليقذف باللقمة الحرام في جوفه ما تقبل منه عبادة أربعين يوما"٠