«سنظل نحارب».. محمود صالحية يروي لـ«الدستور» اللحظات الأخيرة قبل هدم بيته
بصوت يملؤه الحزن بدأ محمود صالحية، صاحب المنزل الفلسطيني الذي هدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي بحي الشيخ جراح، يروى تفاصيل ما جرى معه وكيف اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزله عقب اعتصامه فوقه.
وداهمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، منزلًا يعود لعائلة صالحية في حي الشيخ جراح، واعتقلت الموجودين فيه، قبل أن تقوم طواقم البلدية بهدم المنزل.
صالحية قال لـ"الدستور": "منذ خروجى من منزلى لم أنم لحظة، وسنظل نحارب حتى نموت".
وأكد صالحية أن منزله عتيق وقوى ولم يكن له قرار هدم، ولكن القوات الغاشمة هدمته نكاية فيه، لافتا إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يتم تهجيره فيها، إذ كانت المرة الأولى تهجير عائلته من عين كارم المهجرة عام 1948".
وفى التفاصيل، قال صالحية تعرضنا لمداهمة كبيرة من جيش الاحتلال فجرا، حيث اقتحم المنزل عشرات الجنود قرابة 70 جندى إسرائيلى، مشيرا إلى أنه كان مع أسرته مجتمعين داخل المنزل نظرا لبرودة الطقس ولكن استغلت قوات الاحتلال تأخر الوقت وانخفاض درجات الحرارة وقامت بمداهمة المنزل، بعد أن تأكدت من خلال مروحياتها أنه نزل من أعلى السطح".
وتابع صالحية "تعمدت قوات الاحتلال إهانتنا أثناء إخراجنا من منزلنا، وذهبوا بنا إلى مركز التحقيقات، وأرادوا التحقيق معنا، مشيرا إلى أنه لم يجب عن أسئلتهم".
وحول الحجة التي اختلقها الاحتلال لهدم منزله، قال صالحية "يتحجج الاحتلال ببناء المدارس لإخلاء البيوت، وقبل 15 عاما، بدأ الاحتلال بإنشاء مدرسة ادعى آنذاك أنها مدرسة للبنات العرب والمقدسيين، لكنهم توقفوا بعد فترة من الزمن وحولوها إلى ثكنة عسكرية ونقطة للجيش الإسرائيلى وفرع لوزارة الداخلية الإسرائيلية، متابعا "الآن يخدعنا بنفس الطريقة، ويزعمون أنهم يريدون بناء مدرسة لخدمة المواطنين الفلسطينيين في القدس، لكن هم لديهم أهداف أخرى".
وأشار صالحية إلى أن هناك مستوطنة بجانب منزله تضم 120 وحدة سكنية، ويسعى الاحتلال الآن لهدم المنازل الفلسطينية لبناء مدارس لهم تخدم تلك المستوطنة.
وأوضح صالحية أنه حاليا يسكن فى منطقة بيت حرير تبعد كيلو مترا، لافتا إلى أن هناك جلسة للمحكمة المركزية غدا، معربا عن أمله فى أن ينجح الضغط الدولى فى أن يكون الجلسة لصالحه.
وأكد صالحية أنه سيعود مرة أخرى لمنزله ولن يتخلى عنه، مشددا على أنه لن يتراجع.
وفى ختام حواره، أكد صالحية أن الإعلام العربي والمصري على رأسه السند الأساسي والداعم الآن له ولأسرته وقضيته فى وجه الاحتلال، قائلا أنتم سندنا ونريد أن يصل صوتنا.