«الأطفال في خطر».. متى يشعر الأهالي بإصابة أطفالهم بكورونا؟
منذ عدة أشهر، استبشر العلماء وأخصائي الأوبئة خيرًا مع ظهور متحورات لفيروس كورونا المستجد، معتبرين ذلك نهاية التركيبة الجينية للفيروس الأصلي، النظرية قائمة على ما خاضه العالم مع الأوبئة قديمًا وآخرها الأنفلونزا الموسمية، انتهت بظهور طفرات أضعف، لكن على العكس، نواجه الآن موجات أشرس في التفشي والانتشار في جميع دول العالم مع رصد سلالات جديدة كـ دلتا و"أوميكرون" الذي بدأ من جنوب إفريقيا وغزا كل قارات العالم.
المرعب في موجات التفشي الأخيرة لاسيما الرابعة والخامسة أنها تطال كل الفئات العمرية، ولم يعد صغار السن في معزل من الإصابة أو مستثنين، فحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ورابطة مستشفيات الأطفال، يمثّل الأطفال في الولايات المتحدة 16% تقريبًا من جميع حالات كورونا، هناك تصاعد في حالات كورونا بين الأطفال في الولايات المتحدة، حيث شكّل الأطفال في الآونة الأخيرة 24٪ من بين 100 ألف حالة من حالات كوفيد 19 المبلغ عنها، وإن تم تعميم تلك الأرقام فعلينا الحذر في التعامل مع الأعراض التي تظهر على الأطفال وعدم التهاون معها بإعتبارها أنفلونزا أو احتقان ناتج عن توّرم اللوزتين، كما يذكر الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، وأستاذ مناعة الأطفال في حديثه لـ" الدستور".
أمجد حداد: الأطفال معرضون للإصابة بكورونا منذ الولادة ويجب الحذر في التعامل معهم
ويفسر حداد طرق إصابة الأطفال بكورونا وتأثيرها على الشرائح العمرية المختلفة على النحو التالي، فالطفل دون عُمْر السنة أكثر عرضة لخطر الإصابة بأعراض شديدة في حال العدوى بكورونا مقارنة بالأطفال الأكبر سنًا، بسبب عدم نضج مناعته بشكل كامل، ولأن شعبهم الهوائية أصغر، مما يجعلهم أكثر عرضة للمشاكل التنفسية في حال العدوى بفيروسات الجهاز التنفسي.
يمكن أن يصاب حديثو الولادة أثناء الولادة أو بسبب انتقال العدوى إليهم بعدها عن طريق مقدمي الرعاية المصابين بالفيروس، وإذا ظهرت الأعراض عليهم خلال الأيام الأولى يجب أن يُعزل ويُضع تحت الرعاية المشددة والملاحظة.
أما الأطفال أكبر من 3 سنوات غالبًا ما تنتقل العدوى لهم عن طريق مخالطة الأهل، وارتياد الحضانة والمدرسة، لذا على الأم متابعة أي تغير يطرأ على الطفل وقيامه بالعمليات الحيوية كالتنفس وانتظامه و حركة المعدة لاسيما أنه ثبت أن عدد من الأطفال يتأثرون بكورونا على هيئة نزلات معوية و تدهور وظائف الجهاز الهضمي.
مجدي بدران: خطورة إصابة الأطفال أنها تتنقل للكبار دون علم ويجب تطعيم من تجاور الـ 15
في سياق متصل لخص الدكتور مجدى بدران عضو جمعية حساسية الأطفال الأعراض التي تظهر على الطفل عند وصول العدوى له، وهي مشابه لما يصيب البالغين، بيد أن ما يصيب الصغار غالبًا ما تكون بسيطة وشبيهة بأعراض الزكام، لذا يصعب تمييزها ويتعافى معظم الأطفال في غضون أسبوع إلى أسبوعين. من الممكن أن تتضمن الأعراض المحتملة ما يلي:
- الحمى.
- سعال مصحوب ببلغم.
- فقدان حديث لحاسة التذوق أو الشم.
- تغيرات على الجلد، مثل تغير لون بعض المناطق من القدمين واليدين.
- التهاب الحلق.
- أعراض مَعوية، مثل الغثيان أو القيء أو التقلصات أو الإسهال.
- أوجاع وآلام عضلية.
- إرهاق شديد.
- صداع حديث شديد.
- احتقان حديث للأنف.
وتكمن خطورة الإصابة الصامتة والمستترة -كما يصفها بدران- أنها من الممكن أن تنتقل للوالدين لعدم حذرهم الكاف، لذا على الأمهات استشارة طبيب الأطفال عن ظهور أي عرض لمعرفة كيفية التعامل معه.
وحماية الأطفال من الوباء دور ليس حصري على الآباء وحدهم، حيث تتضافر الدولة لتقليل عدد الإصابات من كل الأعمار وفي هذا الصدد، وّجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقليل الكثافات في المدارس والمصالح الحكومية والخاصة، ومع ذلك فإن وزارة الصحة على أهبة الاستعداد للتعامل مع المصابين الصغار، كما أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان.
فقد أشار أنه لا يوجد أي زيادة في معدل إصابات الأطفال، ومصر لديها مستشفيات عزل خاصة بالأطفال ولا يوجد أي زيادات فخلال الأسابيع الماضية لم يرصدوا زيادة في إصابات الأطفال بالفيروس، كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.