في ذكراه.. الوجه الآخر للعمدة «عتمان» الشهير بـ صلاح منصور
من يمكن أن ينسي دوره التاريخي الذي أداه بعبقرية منقطعة النظير، في رائعة المخرج صلاح أبو سيف، "الزوجة الثانية".
من لا يتذكر العمدة "عتمان" الذي طمع في "فاطمة" زوجة الفلاح فقير الأرومية "أبو العلا"، وأجبره علي أن يطلقها ليتزوج منها بعد أن أقنع زوجته "حفيظة" بضرورة الزواج من أخري للحفاظ على العمودية ومئات الأفدنة من الأراضي الزراعية التي سيتركها الأثنين بعد رحيلهما، لكنه في حقيقة الأمر فتن بشباب وجمال فاطمة فتجبر وتزوجها كرها، إنه الفنان الكبير صلاح منصور، والذي تحل اليوم الذكري الــ 43 لرحيله عن عالمنا، حيث توفي في مثل هذا اليوم من العام 1979.
الوجه الآخر لشرير السينما المصرية
على عادة مخرجي السينما المصرية، عندما يستغلون نجاح الممثل في دور ما، أو تجسيد شخصية ما فيختزلونه في هذا الدور أو "الكراكتر"، أختزل المخرجين الفنان صلاح منصور في شخصية الشرير أو الرجل الفاسد المتجبر، رغم تمتع الفنان صلاح منصور بقدرات تؤهله لتقديم العديد من الشخصيات الدرامية ومنها علي سبيل المثال، الدور الذي قدمه في المسلسل الإذاعي "أساور" مع الفنانة القديرة زوزو نبيل.
ففي هذا المسلسل قدم صلاح منصور دور "محمد" العاشق الولهان، الثري الذي يتوفي والده فتتزوج أمه من آخر "عبد الغني قمر"، الذي يطمع بدوره في ثروة محمد من أمه ووالده وبعد العديد من الحيل ينجح في الاستيلاء علي ثروة محمد، والذي كان بدوره هائما علي وجهه بحثا عن حبيبته "أساور" التي كان قد ألتقاها في أحد الموالد الشعبية.
تتصاعد الأحداث حينما يفاجئ محمد بـ"أساور" وقد صارت زوجة لزوج أمه، في الوقت الذي كان زوج أمه قد دبر له بمكيدة للزواج من أبنة صديقه ليستوليا علي ثروته وميراثه، إلا أن الخادمة تقتل زوج الأم لتشير أصابع الإتهام إلي أساور البريئة من هذه الجريمة، خاصة بعدما تركت المنزل ورجعت لعملها في الموالد، حيث ألتحقت بسيرك يتجول في القري والأرياف، لتقودها المصادفات للقاء محمد مرة أخري، حيث كان يعمل هو الآخر في هذا السيرك تلبية لنصيحتها بأن يترك حياة الرفاهية والبطالة ويرتزق من عمل يده.
وعقب العديد من المفارقات والتعقيدات يلتئم شمل الحبيبين.
في هذا المسلسل الإذاعي قدم الفنان صلاح منصور دوره بعبقرية، وأداء أكثر من رائع، حتي إنك تري بإذنيك إنفعالات وملامح "محمد" المتباينة من موقف لآخر داخل العمل الإذاعي.
"مدبولي" الخادم الذي دفع حياته ثمنا لمخدومه
دور آخر قدمه الفنان صلاح منصور خلال فيلم "مع الذكريات" عام 1961، للمخرج سعد عرفة والذي كتب قصة الفيلم والسيناريو والحوار أيضا، وشاركه البطولة كل من: أحمد مظهر، نادية لطفي، مريم فخر الدين.
في هذا الفيلم قدم الفنان صلاح منصور، دور "مدبولي" مساعد الممثل "شريف"، والذي يحاول طوال الوقت حمايته من الألعيب التي تدبرها له خطيبته الممثلة "إلهام"، ويكشف له خيانتها، إلا أن شريف لا يستمع له بل يتهمه بأنه هو من قتل إلهام.
تتوالي الأحداث ليكتشف أخيرا شريف أن مدبولي خادمه المخلص الذي دفع حياته ثمنا ليحميه، ويخرجه من أوهام حب إلهام له، والحقيقة أنها كانت تستغله للحصول علي الأموال والنجومية، فقد قدمها شريف للمنتجين والمخرجين لتشاركه بطولاته السينمائية، في الوقت الذي كانت تخونه مع أحد الممثلين المغمورين والذي دبر لها هذه المؤامرة منذ البداية.
حكاية بنت اسمها مرمر
قد تبدو شخصية "محمود" التي قدمها الفنان صلاح منصور خلال فيلم "حكاية بنت اسمها مرمر" مع المخرج هنري بركات عام 1972، وشاركته البطولة الفنانة سهير المرشدي والفنان محمود ياسين، شخصية كريهة أو قبيحة، لا لشئ سوي أنه تزوج من "مرمر" الفتاة الصغيرة ليلحق ما فاته من الحياة وينجب قبل أن يفوته قطار العمر.
فقد يعيب عليه البعض أنه تزوج من فتاة تصغره بأكثر من عقدين من الزمن، لكنه حافظ علي تعهده لها ولأهلها في أن تكمل تعليمها الجامعي، والذي كان قد حرمها منه والداها اللذان لا يريا مستقبل لأبنتهما إلا في الزواج.
"محمود" لم يجبر مرمر علي الزواج منه، فمن أكرهها علي الزواج هما والده ووالدتها، ليتخلصا منها فهما لم يريا فيها سوي عار وعورة ككثير من الآباء والأمهات في نظرتهم إلي بناتهن، كما أنهما طمعا في الثروة والجاه الذي يتمتع به محمود لينالا نصيبا منه.
محمود هنا مجني عليه هو الآخر فقد خانته مرمر مع ابن خالتها أحمد الذي تخلي عنها ولم يقاوم تحكمات والده وسيطرته عليه فكان بلا شخصية أو قرار.