سمير درويش: طرحت أعمالي الكاملة بسبب غياب دواويني القديمة عن القارئ
يصدر قريبًا عن دار «ميتابوك» للنشر والتوزيع جزءان من الأعمال الكاملة للشاعر سمير درويش، وذلك بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53 والتي تنطلق فعالياتها في الـ26 يناير الجاري، وحتى الـ7 من فبراير المقبل.
وعن الأعمال الكاملة قال سمير درويش: “الذي دفعني إلى البدء في إصدار أعمالي الشعرية الكاملة، هو أنها صدرت متفرقة في عدد من دور النشر، بشكل يصعب على الباحث تجميعها، علاوة على أن بعضها نفذ بالكامل، ولم يعد لديَّ -أنا نفسي- نسخة منها! ميزة إصدار أعمال كاملة أن القارئ أو الباحث من السهل أن يحصل عليها، وأن يضعها متجاورة في مكتبته ليعود إليها متى شاء”.
وأضاف في تصريح خاص لـ"الدستور": "بعض أصدقائي النقاد طلبوا مني -على فترات- نسخة كاملة من دواويني، وجمَّعتها بمشقة بالغة، حتى أنني لا أتذكر إن كنت نجحت في الوصول إليها جميعًا، فديواني الأول صدر منذ أكثر من ثلاثين عامًا، ثم إن ظروف الحياة أجبرتني على التغرب لفترات طويلة ضاعت خلالها أشياء كثيرة ثمينة جدًّا.
وتابع: "عُرِضَ عليَّ أكثر من مرة أن أطبع "مختارات" من تجربتي، لكنني رفضت بإصرار، لأن كل ديواني عندي تجربة جمالية وموضوعية، مثل الروايات أو المتواليات القصصية، وبالتالي صعب "اختصارها"، فكرة "المختارات" تناسب الشعر الكلاسيكي الذي كان يتعامل مع كل قصيدة كوحدة منفصلة، بل مع كل بيت وحده.. لكن التجارب الشعرية الحديثة لا تصلح للمختارات".
وواصل: “إصدار الأعمال الكاملة ليس إعلانًا عن التوقف عن كتابة الشعر، فأتصور أنني سأظل أكتب طالما أنا حي، بالرغم من أن الشعر أصبح عزيزًا وأنني أتجنب تكرار نفسي والكتابة لمجرد الكتابة، وأصبحت أكثر ميلًا لإعدام معظم ما أكتب، لكن التجربة لا تزال مفتوحة، سأضيف إليها كلما جد جديد، فالباعث الأول والأكبر على قيامي بنشرها هو خوفي من ضياعها بعد موتي، فالولدان ليسا معنيين بالأدب، غير أنهما مهاجران ولا يعرفان سوى القليل”.
وعن الجزئين الثالث والرابع قال: "أما عن سبب إصدار الجزءين الثالث والرابع أولًا، فالأمر بسيط، فأنا أعتبر -كقارئ- أن المرحلة التي بدأت بديواني "تصطاد الشياطين" والدواوين التالية، هي الأهم في مشواري الشعري، لأن مفهومي عن "قصيدة النثر" كشكل جمالي قد نضج، وبدأت أعثر على شكل يخصني وأرتاح له، شكل اليوميات: تلك المشاهد القصيرة المكثفة التي تتتابع بلا عناوين، فوجدت أن الأفضل أن أصدرها أولًا، فنحن في وباء ولا أحد يعلم ما الذي سيحدث بعد دقائق! لكن آمل أن أتمكن من إصدار جزءين آخرين قريبًا، وعلى الأكثر في معرض العام القادم".
واختتم قائلا: "لم أعطِ تجربتي الشعرية أكثر مما تستحق أبدًا، وطوال أربعين عامًا من الكتابة أدخل كل قصيدة جديدة -حوالي عشرة سطور- كأنني أكتب للمرة الأولى.. بعد الانتهاء من كتابتها مباشرة أكون سعيدًا كأنني أنجزت شيئًا مهمًّا، لكن عندما أصحو في اليوم التالي وأعيد قراءتها أمتعض، وأعتقد أنها أسوأ ما كتب في الشعر، لهذا السبب لا أعيد قراءة ما أكتب كثيرًا!
سمير درويش شاعر من جيل الثمانينيات، أصدر 25 كتابًا منها 19 ديوانًا وروايتان، وكتابان في النقد الأدبي (إعداد وتقديم)، وكتاب عن عام حكم الإخوان المسلمين لمصر، والكتاب الأول من السيرة الذاتية بعنوان "العشر العجاف- من الهزيمة إلى النصر".
أصدر ديوانه الأول عام 1991 بعنوان "قطوفها وسيوفي" عن سلسلة أصوات أدبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وديوانه الأخير عام 2021 بعنوان "ديك الجن" عن سلسلة كتاب ميريت الثقافية- العدد الأول، عن دار ميريت للنشر.
رأس تحرير مجلة "الثقافة الجديدة" التي تصدرها وزارة الثقافة المصرية من 2013 إلى 2018، ثم أسس ورأس تحرير مجلة ميريت الثقافية منذ يناير 2019 حتى الآن، وهي مجلة ثقافية شهرية إليكترونية تصدر عن دار ميريت للنشر بصيغة pdf، وتعنى بفكر التنوير.
شغل مواقع: مدير عام بوزارة الثقافة حتى المعاش بداية 2020، مدير عام اتحاد كتاب مصر، المدير التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وعضو منتخب في مجلس اتحاد الكتاب من مارس 2018 حتى استقال في نوفمبر 2021.