ميلاد إيميل.. قصة شاب يقدم الطبخ العصري بلغة الإشارة (فيديو)
رغم التقدم التكنولوجي وانتشار آلاف فيديوهات الوجبات السريعة والوصفات، إلا أن بعض الفئات مازالت غير قادرة على الاستفادة منها، وأحد تلك الفئات هي فئة الصم من ذوي الهمم، التي تواجه صعوبات في الحصول على أسرار الوصفات، كونهم يرونها مجرد صور متحركة، دون معرفة تفاصيلها.
لذلك قرر الشاب ميلاد إيميل أن تقدم قناته للطهي محتوى غير مألوف، فأطلق مبادرة مطبخ إيميل للصم والبكم، وقدم الوصفات بلغة الإشارة، ووجها لفئة لم تكن تتفهم طريقة الطهي بشكل كامل لولاه، وأصبحت ملاذهم الوحيد عند التفكير بتناول وجبة جديدة.
يقول إيميل لـ"الدستور"، إن الفضل في هذه التجربة الفريدة يعود لوالدته: "تعلمت لغة الإشارة من والدي ووالدتي لأنهم من فئة الصم والبكم، ولهذا أنا خبير بهذه اللغة تلقائيًا فتعلمتها وتواصلت بها مع والدي طيلة عمري، ولأنني عاشق لمجال الطبخ اعتدت مشاهدة برامج الطهي برفقة والدتي وكنا متابعين جيدين لكل برامج الطبخ".
اعتاد الابن أن يترجم لوالدته كل المكونات وطريقة الطهي الصحيحة، لأنها كانت ترى المحتوى ولا تفهم كل المكونات وكيفية إعدادها، ومن هنا جاءته الفكرة، ولأنه عاشق قديم للطبخ قرر أن يقدم وصفات طبخ مصورة بلغة الإشارة، لتستفيد منها كل الأمهات من فئة الصم والبكم وليس والدته ومحيطه الصغير فقط، فأصبح صاحب رسالة سامية بفضل والدته، فهي ملهمته الأولى.
استطاع ميلاد أن يحول مهمته الصغيرة كمترجم لغة إشارة ووسيط بين والدته وأشهر الطهاة في برامج الطبخ، إلى برنامج صغير يبسط كل التعقيدات في تقنيات الطبخ والتي كانت صعبة وغير مفهومة بالنسبة لهم، فتمكنوا من إعداد وصفات شهية طبق الأصل من تلك التي يعدها أمهر الطهاه.
وفور عرض الوصفة الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي احتفى الجمهور من ذوي الهمم بتلك التجربة الفريدة، وبدأت الكثير من الأمهات تطلب منه وصفات خاصة لتصويرها ليتعلّمون كل الأسرار بلغتهم المحببة والبسيطة، ويعدهم إيميل بأنه سيقدم كل ما يطلبونه في المرة القادمة.
وحتى يكسر صمت محتوى تعليم الطهي بلغة الإشارة، أعاد تقديم بعض الفيديوهات بصوته، حتى تستفيد منها جميع الفئات، فلا يقتصر تقديم الوصفات على فئة الصم والبكم فقط، وإضافة إلى ذلك أضاف الكتابة إلى الفيديوهات نظرًا، لصعوبة ترجمة بعض المكونات بلغة الإشارة مثل أنواع معينة من البهارات، والتي لا يوجد لها مرادف في لغة الإشارة، حتى يتأكد أن المعلومة تصل لجمهوره المستهدف بكل الطرق الممكنة.
يعمل إيميل طيلة أيام الأسبوع ولا يتثنى له تقديم الفيديوهات إلا يوم إجازته، وهنا يأتي دور زوجته، فهي التي تشاركه في إعداد المحتوى وتجهز مقادير الوصفات، وتعتني بتصويره بطريقة جيدة حتى يخرج العمل النهائي في أفضل صورة.