بيتر ماهر ينتظر «سيرة وحيدة لقرية صغيرة» بمعرض القاهرة للكتاب
بالتزامن مع الدورة الثالثة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، يصدر عن دار بتانة للنشر والتوزيع، أحدث إبداعات الكاتب الشاب، بيتر ماهر الصغيران، رواية بعنوان "سيرة وحيدة لقرية صغيرة".
وكان "الصغيران" سبق وصدر له مجموعات قصصية هي: "رجل بمزاج الفسفور"، و"صمت الطمي"، "وقت جيد للتحليق"، ورواية "مملكة القطط".
وعن روايته الأحدث "سيرة وحيدة لقرية صغيرة"، قال بيتر ماهر الصغيران لــ "الدستور": تنقسم الرواية إلى جزئين، جزء أول تدور أحداثه في مطلع القرن العشرين ويمر خلالها بطل الرواية بعدد من الأزمات بداية من الفجوة بين الإنسان و طموحاته و تطلعاته لفكرة البطل الشعبي و تحولات هذا البطل الشعبي عبر الزمن ، ثم أزمة البطل التحول من الفلاحة إلى الرأسمالية و التحولات التي طرأت على المجتمع المصري بشكل عام فيما بعد الحرب العالمية الأولى و ما بعد ثورة 1919".
وتابع "الصغيران": "بينما الجزء الثاني من الرواية يدور حول دخول تيار الإصلاحي البروتستانتي إلى مصر و خصوصًا مع مطلع القرن العشرين، و انتشاره داخل المدن الصغرى و القرى التي حولها و الأزمة الروحية التي تصيب البطل و كيف يحاول الخروج منها".
ومن أجواء "سيرة وحيدة لقرية صغيرة" لــ بيتر ماهر الصغيران، نقرأ: استيقظ أهالي (ﻫ .ي) على خبر وفاة أبونا (متى) بسكتة قلبية، لكن هذه كانت الرواية الرسمية التي صدرت عن الكنيسة؛ لأن بعض الأقاويل المُتداولة قالت: مات في صراعٍ مع شيطانٍ حاول التسلل إلى (ﻫ. ي)، لكنه طرده كالعادةِ، وسبَّب الطرد تضخم قلبه بسبب ما بذله من جهدٍ حتى مات.
رواياتٌ كثيرةٌ اختلط بها الواقعُ بالخيال بالتقديس بين أفراد القرية، حيث تم بناء مقبرةٍ تخصه داخل الكنيسة يتبارك بها الناس، وضعوا حولها الحنوط والمفارش الحمراء، حكى العجائزُ أمراضَهم وأحلامهم أمام المقبرة، ثم وضعوا أوراقًا مكتوبة داخلها قائمة بالطلبات واجبة التنفيذ في وقتٍ قريبٍ عن زواج العوانس ورد الأشياء الغائبة، ومحصول وفير طلبوا شفاعته أن يتوسط لديهم لدى الرب.
وقف خادمُ المقبرة والحارسُ الأمين يحكي عن بركات أبونا (متى) وأصوات مُتداولة هائمة في الليل لا يقدر أحدهم أن يسمعها غيره، مما جعل الناس تقول إنه فقد صوابه، رغم ذلك تبعه البعضُ وجاءوا ليلًا يتلون الصلوات ابتهاجًا وابتهالًا بتلك الأرواح الفارَّة من الفردوس لتسكنَ الأرضَ معهم.
إلى جوار المقبرة جانبٌ من مُقتنياته الشخصية: ملابسه السوداء، ونظارة القراءة، فقد علم مئات من أبناء القرية، وأخيرًا عصاه التي صارت في أيامه الأخيرة على الأرضِ بمثابة رفيقه التي تُمسك يده ويعبر بها في الطرقات ويدخل الأزقة، ووقت النوم لم يدعها في ركنٍ بعيدٍ عن مُتناول يده، بل إلى جواره كانت تسكن.
هذا الأب الذي وضع كنيسة العذراء مريم في صدارة الكنائس على مستوى المركز، كان يجوبُ يصنعُ الخير بين الأهالي، اشتكوا إليه وثرثروا ما بين واجب تأدية السر المُقدس بالاعتراف وما بين مشاكل الحياة العامة العادية.
رأوا فيه هو حافظ عهد الرب، شكَّل مصدرًا من مصادر الأبوة التلقائية، وصلت سمعته إلى مسامع البابا في القاهرة الذي طلب رؤيته، لم يتردد لحظةً عندما سمع الأسقف المسئول عن الإبراشية أن البابا طلب مقابلته.
لم ينتظر الصباح، ذهب في طريقه إلى القاهرة بأقرب وسيلة مواصلات، حيث القطار من المركز وصل به القاهرة فجرًا، ذهب لحضور القُداس داخل الكنيسة، ثم طلب الإذن بالدخول إلى البابا.