من «الكيت كات» إلى «عصافير النيل».. قصة إبراهيم أصلان مع السينما
تحل اليوم الذكرى الـ11 لرحيل الكاتب والروائي والقاص إبراهيم أصلان، والذي رحل في مثل هذا اليوم الـ7 من يناير 2012، والذي يعد أحد إيقونات جيل الستينيات بصفة عامة وجيل السبعينيات بصفة خاصة، في مجال الكتابة الإبداعية.
كتب إبراهيم أصلان العديد من الأعمال الروائية التى لاقت رواجا وذيوعا في المشهد الثقافي العربي، وكان نتيجة هذا الانتشار اللافت لأعمال أصلان إلى أنها حرضت نخبة مخرجي السينما" داود عبد السيد، مجدي أحمد علي" لتحويل تلك الأعمال الروائية بكل ما تحمله من تفاصيل ورؤيته حول واقع الحياة المصرية، إلى أعمال سينمائية استقرت في وجدان المصريين، مثل فيلم "الكيت كات" المأخوذ عن رواية "مالك الحزين" درة تاج أعمال أصلان الروائية.
الكيت كات بديلا عن عرايا في الطريق
هو أحد أحياء مدينة إمبابة بمحافظة الجيزة، وقد جاء فيلم "الكيت كات " المأخوذ عن رواية “مالك الحزين لـ”إصلان" ليصبح واحد من إيقونات الأفلام السينمائية المصرية، التي حملت وكشفت تفاصيل وواقع الحياة المصرية في فترة السبعينيات، تدور الرواية حول حي الكيت كات، تأتي شخصيتها ممتلئة بالقلق حالة من الاغتراب والغرابة في آن واحد، في النظر لما يدور من تغوّل السلطة والتلاعب بمصائر الشعب بالاحتيال والإفساد وترويج المخدرات في تلك الفترة، تسرد الرواية والفيلم وقائع لحال المهمشين.
عندما سئل المخرج داود عبد السيد عن الصعوبات التي واجهته في مشواره السينمائي، أشار إلى من بين تلك الصعوبات هو اعتراض الرقابة على اسم فيلم "الكيت الكات" والذي كان سيعرض باسم "عرايا في الطريق"، وقد رفضته الرقابة ليكون “الكيت كات” هو الاسم البديل، والذي لم يلقى أي اعتراض من قبل الكاتب إبراهيم أصلان، ولا من قبل الرقابة.
وفي كتاب الناقدة والاكاديمية سلمى مبارك، الذي جاء تحت عنوان "النص والصورة السينما والأدب في ملتقى الطرق" أشارت إلى المعنى التشكيلي للكلمة، حيث تشي إلى الوحدة البصرية المتكررة.
وهي التيمة المهيمنة على العملين الروائي والسينمائي بكثافة، حيث يتمّ توظيفه للتعبير عن أزمة وجودية تعيشها الشخصيات، ما يجمع بين العمليْن أن السير دائمًا يظهر الشخصية في عزلة دائمة كما في شخصية يوسف النجار في مالك الحزين الذي يبدو مستغرقًا في أفكاره أثناء السير، الشيء الآخر الجامع بين العملين هو حالة التسليع حيث في مالك الحزين، يصير الوطن والمقهى سلعة، وفي العملين الرواية والفيلم يقف الأبطال عاجزين تتجاوزهم الأحداث وأيضًا تتجاوز المدينة بحركتها وتدفقها ولا مبالاتها.
عصافير النيل
جاء فيلم “عصافير النيل “ للمخرج السينمائي مجدي أحمد علي كواحد من أبرز أفلامه المأخوذة عن عمل روائي، ولم يذهب ”عصافير النيل” بعيدا من تلك التيمة التى ناقشها فيلم “الكيت الكات” لداود عبد السيد، بدءا من المكان وصولا إلى الإشكاليات التي طرحتها رواية عصافير النيل، فهى تدور في الفترة من عام 1949 وحتى الآن راصدة حياة الطبقة وأزمات الطبقة الوسطى في منطقة الكيت كات.
و"عصافير النيل" تعد بمثابة أحد أعذب وأجمل الأعمال الروائية لإبراهيم أصلان فهي مشغولة بالتفاصيل عن ثنائية الموت والحياة، المتناقضات المتجاورة. ولا يمكن لشخص قرأ “عصافير النيل” إلا ووجد نفسه مسكونا بعالم “أصلان” وتفاصيله وشخصياته "عبدالرحيم ونرجس والبهي عثمان وعبدالله وإحسان، شخصيات تسحرك ببساطتها وعالمها الفريد.