دار مصر العربية تطرح رواية «العظمة الوسطى» للكاتب البرتغالى جونسالو إم تافاريس
بالتزامن مع دورة معرض القاهرة الدولي للكاتب، والمزمع إنطلاقها يوم 26 يناير الجاري، تصدر عن دار مصر العربية للنشر والتوزيع، النسخة العربية لكتاب "الفكرالإسلامي المعاصر"، من تأليف الباحث الإيطالي ماسيمو كامبانيني، وترجمه عن الإيطالية مباشرة المترجم إسلام فوزي.
استغرقت ترجمة كتاب "الفكر الإسلامي المعاصر" من الكاتب والمترجم إسلام فوزي، سنوات طويلة بين انقطاعات ومعاودة، لأسباب مختلفة أهمها كان الرغبة في المحاولة للوصول إلى أفضل صورة ممكنة.
ومما جاء في مقدمة كتاب "الفكرالإسلامي المعاصر" للباحث الإيطالي ماسيمو كامبانيني، ومن ترجمة إسلام فوزي: في الثقافة الإسلامية التي يمكن أن نسميها "أرثوذكسية" (مع أن ذلك يعد غير مناسب، نظرًا لعدم وجود مجلس إكليري أو كنيسة في الإسلام) فإن القرآن يُعد الكلمة الخالدة والحرفية لله.
في المناظرات الدينية الأولى للإسلام الكلاسيكي - بين القرنين الثامن والعاشر- كانت إحدى أكثر القضايا جدلًا ونقاشًا هي إذا ما كان يجب اعتبار القرآن مخلوقًا (افتراضٌ أيَّدَهُ المعتزلة) أو غير مخلوق (افتراض أيَّدَهُ الأشاعرة). وبمرور الوقت ساد الافتراض الأشعري الذي يرى بالضبط أن القرآن شيء كصفة حاضرة ومتعايشة إلى الأبد مع الله، وذلك بأن محتواه حُدد واستقر قبل خلق العالم وقبل بدء النبوة.
ويبدو واضحًا كيف لهذه النظرية للقرآن غير المخلوق - في الواقع في القرون التالية لم يعترض أحد عليها بجدية - أن تقود إلى اعتبار الرسالة القرآنية محسومة ومحددة منذ البداية وبالتالي فهي لا تتعلق بأي بُعد للتطور أو للتأقلم التاريخي. وهذا ما يوضحه بشكل جوهري التونسي عبد المجيد الشرفي، الأستاذ بجامعة منوبة، في أشهر كتبه: اختلط أمر الرسالة. أي روح النص بحرفية النص، فقد تحجر الإسلام وأصبح أكثر مؤسسية، وهذا ما جعل السيادة للقواعد التشريعية على حساب أخلاقيات السلوك الواعي.
ــ حضورك ملء الغياب - رواية للنشء
كما تطرح دار مصر العربية للنشر والتوزيع، ترجمة لرواية بعنوان "حضورك ملء الغياب"، من تأليف عمر سفينتشجول، وترجمة فاطمة بوزيدي.
ومما جاء علي الغلاف الخلفي للرواية نقرأ: هذا الدّفترُ رسالةٌ طويلةٌ كُتِبَت إليكِ. ما تَبقّى من حياتي هو عُمرٌ عشتُهُ من دونِكِ. قد يبدو لكِ ما ورد فيها تجلّيًا لحالة روحية مرضية، ومع ذلك، لابدّ لك من قراءتها لأنها ذكرى عُمرٍ عشتُهُ مع طيفِكِ.
تُرى من أكون؟ قد أكونُ بالنّسبة إليكِ ذكرى باهتة، أو ربما ظِلًّا مَنسِيًّا، أو ربما عَدَمًا. ولكي أجعلَكِ تتذكّرين؛ عليّ أن أُنعِشَ ذاكرتك، أن أُحدّثك عن ربيع عُمرِنا.هناك علامةٌ خفيفةٌ في آبار الذّاكرة العميقة، فإذا ما أَثَرتُها يوجدُ احتمالٌ بأن تتذكّريني.
لقد قلتُ لك "إنّني كاتب" عندما التقينا قبل سنوات، وها أنا اليوم أُعيد الجُملةَ نفسها. أنا كاتب. كاتبٌ يتوجَّهُ بكلّ كلمة في مؤلَّفاته إلى شخصٍ واحدٍ لا غير. إليكِ أنتِ! كلُّ ما كتبت، كتبتُه وأنا أفكر فيكِ لتقرئيه، لتُحبّيه. افترقَ طريقُنا. بنيتِ لكِ حياةً خاصّة، حياةٌ ما كان لي فيها من مكان. حتى ما نُشِرَ لي من كتب، ما استطعتُ أن أرسِلَهُ إليكِ. فكّرتُ في أن أفعل، تخيّلتُ ذلك، لكنني ما استطعت.
كنتُ سآتي إليكِ، كنتِ لِتَقرئي كُتُبي، كنتِ لتعتبريني كاتبًا بعدئذٍ. كنّا لنلتَقِيَ ربّما، لنتبادلَ أطرافَ الحديثِ بين الفينةِ والأُخرى.لم يحدُث أيٌّ من ذلك. لم أملك ما يكفي من الشجاعة، خشيتُ أن تسخَري منّي. ها هي كُتُبي اليوم تُعرَضُ في الواجهات، أذهبُ في أيامٍ مُحدّدة من أجل التّوقيع، ها أنا أُعرف، ها أنا أشتَهر.
ــ "العظمة الوسطي" رواية من البرتغال بالعربية
كما تطرح الدار أيضا، بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب، الترجمة العربية لرواية الكاتب البرتغالي جونسالو إم تافاريس، تحت عنوان "العظمة الوسطي"، ترجمها عن البرتغالية دكتور جمال خليفة.
وكانت دار مصر العربية للنشر، قد أصدرت من قبل الترجمة العربية للروائي البرتغالي جونسالو إم تافاريس، بعنوان "امرأة بلا رأس ورجل حسود".
ومن أجواء رواية "العظمة الوسطي" نقرأ: "كان جسدها ملعونًا"، تقول ذلك سيدة عجوز. كانت العجوز ترفض تلك الحقيقة التي لن يمكنها الاستمرار زمنًا طويلًا، وتقول لها: "إنَّك جميلة جدًّا، أيتها الفتاة. كوني حذرة!".
كانت المرأة تسير في طريق لا يمكن التَّحَكُّم فيه.. فكان الرجال يحيطون بها، وهي تبادلهم إغراءات: جافة، وغير ذلك، حيث يقف العنف الجنسي على حدٍّ فاصل.
ذات مرة، أمسكت بها السيدةُ العجوز، وأخذتها لترى ماذا كان يفعل رجلان بمركب لم يعد ذا فائدة: كانا يكسران القارب إلى قطع بطرقه بحديد ثقيل.. ضربات عنيفة ومُفاجئة.. كانت كل ضربة بالرغم من تكرارها تُمثِّل مفاجأة.. ضربات شديدة على الخشب الذي راح يتفكك وينفصل بالتدريج. والشيء الذي كان ذات يوم له شكل واضح ومفيد، وله معنًى مُحدَّد، ومنطق: كان مركبًا.. آلة عرفتها المدينة.. في وقت قصير، صار شيئًا دون شكل.. مُجرَّد قِطَع، أشياء بلا فائدة.. قِطَعٌ خشبية متفرقة: لم يعد مركبًا..كان كومة من الخشب يمكن أن يكون شيئًا ما.. لكنه، في تلك اللحظة، لم يكن شيئًا مذكورًا.
قالت العجوز: "إنَّه خشب للنار"، اليوم هناك حفلة، ويريد الرجال أن يستمتعوا. وسألتها العجوز: "هل تفهمين؟" ثم رددت: "إنَّ جمالك لن يظل مفيدًا فترة طويلة."