«هل يعتبر السفر مع سائق أو خادم لفترات طويلة خلوة؟».. عالم أزهري يجيب
تداول رواد أحد وسائل التواصل الاجتماعي، سؤالًا تقول صاحبته: تواجهني بعض المشكلات في حياتي مثل ركوب السيارة مع السائق الخاص بي وحدنا وأحيانا يكون السفر طويلًا، كما عندي خادم ويوجد معى في البيت فماذا أفعل؟ وهل هذا حرام؟
الشيخ عطية صقر، من علماء الأزهر الشريف، قال إن الخلوة المنهي عنها تكون باجتماع رجل مع امرأة أجنبية في مكان واحد لا يراهمها فيه أحد، أما الاجتماع في الطريق والأماكن العامة كالأسواق ودور العلم، ووسائل المواصلات، فلا تتحق به الخلوة المحرمة، إلا إن تحقق به محظور آخر كالصور والنظر إلى المفاتن والكلام اللين والملامسة ونحوها.
وأضاف عطية في مقطع فيديو مسجل، أن محصل ما قاله العلماء في اجتماع الجنسين هو الرأي الأول: إذا كان الاجتماع ثنائيا أي بين رجل وإمرأة فقط فإذا كان الرجل زوجًا أو محرم فجاز ذلك، وإن كان اجنبيا حرم ذلك.
وتابع: الرأي الثاني يقول إنه إذا كان الاجتماع ثلاثيا فإما أن يكون بين رجل وامرأتين، وإما أن يكون بين إمرأتين ورجل، فالأول جاز إن كان أحدهما زوجا، وأما إن كان الثاني فإن كانت إحدهما محرمًا جاز، وإلا فيه قولان، وقد ذكر النووي جواز الخلوة بإمرأتين.
وأما الرأي الثالث: إن كان الاجتماع رباعيا فأكثر، فإن كان رجل مع نساء جاز ذلك، وكذلك إذا تساوى العدد في الطرفين، وإن كان امرأة مع رجال جاز إن أمنت تواطئهم على الفاحشة، كمن دخلوا على زوجة أبي بكر الصديق أسماء بنت عميس عندما كان غائبًا، وإلا حرم.
وأوضح أنه يشترط في المحرم الذي تجوز الخلوة بالأجنبي مع حضوره إلا أن يكون صغيرًا لا يستحى منه قبل سنة أو سنتين، وقال بعض العلماء تجوز الخلوة بالأجنبية إذا كانت عجوزًا لا تراد لكن مع الكراهة، وأما الشابة مع كبير السن من غير أولى القربى فقيل بجوازه مع الكراهة.
وأشار إلى أن السائق الذي يوصل إمرأة واحدة إن كان في طريق مكشوف والناس ينظرون فلا حرمة في ذلك، وإن كانت معه مجموعة من الناس فلا حرج أيضا، وأما الطريق الخالى من الناس كطرق الصحراء وغيرها فيحرم سفر المرأة مع أجنبي وحدها، أما لو مجموعة من النساء فيجوز ما سبق.