«المونيتور»: السيسى يسعى لتأمين غذاء المصريين
أشاد موقع “المونيتور” الأمريكي بخطط الحكومة وجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل إعادة إحياء وتطوير مشروع توشكى الزراعي، معبتبرة أن هذه الجهود تأتي لضمان الأمن الغذائي للمصريين وسد الفجوة بين إنتاج الغذاء واستهلاكه.
وكان الرئيس السيسي قد أمر في أكتوبر 2020، بإحياء المشروع وحدد 6.4 مليار جنيه مصري (حوالي 413 مليون دولار) للبنية التحتية اللازمة، مما يبث حياة جديدة في الآمال الوطنية لتحويل الصحراء إلى خضراء.
وقال عصام صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، لـ "المونيتور": "لطالما كانت استعادة المزيد من الأراضي، بما في ذلك الصحراء، استراتيجية مهمة لزيادة إنتاج الغذاء".
وتابع: “المشروع هو مجرد تفاصيل صغيرة في الصورة الأكبر لنضال مصر لتأمين الغذاء لسكانها المتزايدين وتقليل الواردات الغذائية”.
وكانت مصر ذات يوم سلة خبز الإمبراطورية الرومانية، ومع ذلك، فهي الآن أكبر مستورد للقمح في العالم.
كما أن قائمة الواردات الغذائية لمصر لا حصر لها، وغزو الصحراء أصبح أحد أهم خياراتها لإطعام عدد السكان المتزايد، كما يقول المتخصصون مثل صيام.
وتقع توشكى على بعد حوالي 225 كيلومترًا جنوب غرب مدينة أسوان في صعيد مصر، وستعمل كحلقة وصل بين العديد من واحات الصحراء الغربية وسيركز المشروع على إنتاج محاصيل مهمة مثل القمح والذرة والقطن والزيت وسيشمل أيضًا أكبر مزرعة نخيل في الشرق الأوسط والتي ستغطي 37000 فدان.
وستحتوي المزرعة على 2.3 مليون نخلة، تم بالفعل زراعة 1.35 مليون منها على مساحة 21000 فدان.
وتهدف خطة السيسي للتوسع الزراعي إلى تعويض الأرض التي فقدتها مصر في العقود الماضية في وادي النيل والدلتا لسحقها الحضري وإنتاج المزيد من الغذاء لسكان البلاد المتزايدين.
يطمح المشروع إلى زيادة الأراضي الزراعية في مصر إلى حوالي 9.5 مليون فدان من 8 ملايين فدان في الوقت الحالي.
سيتم تنفيذه في جميع أنحاء مصر، بما في ذلك شبه جزيرة سيناء وأجزاء أخرى من الصحراء الغربية.
يقع أحد المشاريع ضمن خطة التوسع في الجزء الشمالي الغربي من مصر.
ويمتد المشروع المسمى “مستقبل مصر” على أكثر من نصف مليون فدان، وقد بدأ بالفعل في إنتاج المحاصيل، كما إنشاء شبكة طرق حديثة بالقرب من المشروع لتسهيل نقل منتجاته إلى المدن المختلفة.
وقال نعيم مصيلحي، مستشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، لـ "المونيتور"، إن “مشاريع التوسّع الزراعي ضمن هذه الخطة مهمة للغاية لزيادة الإنتاج الغذائي الوطني، بالنظر إلى النمو السكاني في مصر”، "هذه المشاريع مهمة أيضا لخفض الواردات الغذائية".
وفقدت مصر بعضًا من أخصب أراضيها في وادي النيل والدلتا بسبب توسعها العمراني على مدى عقود.
وخسرت نحو 400 ألف فدان من الأراضي الزراعية منذ 1980، منها 90 ألف فدان منذ 2011، بحسب رئيس الوزراء مصطفى مدبولي.
وأعرب السيسي عن صدمته من وتيرة تدمير الأراضي الزراعية في أغسطس 2020 حيثا أمر بإزالة المباني التي شيدت بشكل غير قانوني على الأراضي الزراعية.
في أواخر (ديسمبر) 2021، نصح السيسي مواطنيه بالتوقف عن تشييد المباني السكنية وتوفير أموالهم في بنوك الدولة بدلاً من ذلك.
ومع ذلك، فإن رغبة مصر في تعويض الأراضي الزراعية التي فقدتها على طول نهر النيل من خلال غزو الصحراء لن تكون سهلة، كما يقول المختصون.
وقال صيام: "سيكون للقطاع الخاص دور فعال في دفع مشاريع الاستصلاح ، ولكن بعد أن تزود الحكومة هذه المشاريع بالبنية التحتية اللازمة".
ودعا السيسي القطاع الخاص إلى الشراكة مع الحكومة في تنفيذ مشاريع تنموية أكثر من مرة في الفترة الماضية ، كان آخرها أواخر ديسمبر عندما افتتح سلسلة من المشروعات الجديدة في جنوب مصر.
وفي السنوات القليلة الماضية، أنفقت مصر عشرات المليارات من الجنيهات الاسترلينية على معالجة المياه ومحطات تحلية مياه البحر لسد العجز المائي جزئيًا وتعويض شح المياه.
قال حسين العطفي، وزير الري السابق، لـ "المونيتور": "ستظل مواردنا المائية المحدودة تحديًا كبيرًا على طريق توسيع الأراضي الزراعية". "لا يمكننا توسيع هذه الأراضي الزراعية إلا من خلال إيجاد مصادر غير تقليدية للمياه، بما في ذلك من خلال معالجة مياه الصرف الصحي".
وتعتمد معظم مشروعات التوسع الزراعي في مصر على مياه الصرف الزراعي بعد معالجتها.
وستعتمد بعض الأراضي الزراعية المزروعة ضمن مشروع توشكى على الفائض في خزان السد العالي في جنوب مصر.
وتقول الحكومة المصرية إن هذه المياه ستوجه للمشروع عن طريق قناة الشيخ زايد التي تبلغ طاقتها 5.5 مليار متر مكعب من المياه سنويا.
وتضيف أن هذه المياه ستكون كافية لري المشروع والمساهمة في إنتاج الغذاء في مصر.
وقال مصيلحي "نأمل أن يتمكن هذا المشروع وغيره من زيادة إنتاج المحاصيل المهمة ومساعدتنا في وقف استيرادها من دول أخرى".