الوجه الآخر للجورنالجى.. «هيكل» بين سيجار لطفى الخولى واتهامه بالجاسوسية
صباح 31 يوليو 1957 دخل محمد حسنين هيكل مؤسسة الأهرام ليتولى إصدار عدد اليوم التالى الخميس الموافق 1 أغسطس 1957 كرئيس للتحرير، بعدها بثمانى سنوات تولى لطفي الخولي الشيوعي الانتماء رئاسة تحرير مجلة الطليعة كونه أحد المقربين من هيكل، وصديق نوال المحلاوى سكرتير مكتب رئيس تحرير الأهرام، ما يبدو بديهيًا لعلاقات العمل داخل المؤسسات الصحفية التقليدية ذات الميراث البيروقراطي، ولكن أن تعلم أن هناك سبباً آخر وراء صدور قرار تولى «الخولي» رئاسة تحرير الطليعة يتمثل في أن لطفى كان من بين المسئولين عن توفير السيجار «الكوبي» الذي يفضله هيكل من السفير السوفيتي بالقاهرة، هنا تظهر علامات الاستفهام عن طبيعة العلاقات بين رئيس تحرير أكبر مؤسسة فى الشرق الأوسط بأعضائها، وهو ما كشف عنه الكاتب عبده مباشر المحرر العسكري بمؤسسة أخبار اليوم فى كتابه الجديد "معارك خسرها هيكل" الصادر عن دار المعارف حديثاً.
عبده مباشر: محمد نجيب اتهم هيكل بالجاسوسية
قذائف عبده مباشر لم تتوقف فى تفجير عدد من المعارك التى خسرها هيكل، منها كشفه عن اتهام أول رئيس لجمهورية مصر العربية محمد نجيب لهيكل بالجاسوسية لصالح الأمريكان، وهو ما كان نشر فى مجلة الحوادث اللبنانية، ضمن حديث أعلن فيه محمد نجيب عن إعطائه مذكراته للمجلة التي تنشرها على حلقات، وهو ما دفع هيكل للقاء نجيب فى محاولة للحصول منه على إقرار بنفى ما نشر إلا أنه فى نهاية الأمر لم يحصل على هذا الاعتراف الذي مازال محل تساؤل ليس من قبيل عبده مباشر وحسب بل عدد من الكتاب والكتب.
هيكل محررًا لإعلانات عبود باشا
فى كتاب "معارك خسرها هيكل" يكشف المحرر العسكري عبده مباشر عن كيف لم يجد محمد حسنين هيكل أي غضاضة خلال مشواره المهني الذي بدأ في مجلة "روز اليوسف"، ثم في مجلة "آخر ساعة" ثم في دار أخبار اليوم في كتابة الإعلانات الخاصة بالمليونير أحمد عبود باشا أحد أكبر رجال الأعمال ومالك مجموعة من المصانع مقابل تقاضيه مكآفات مالية عن هذه الإعلانات، مفسرًا موسى صبري في مذكراته أسباب ذلك، لكون “هيكل” كان دائم الحلم بالثراء والصعود الطبقي، خاصة وأنه ابن لأسرة فقيرة.