منير القادرى يبرز دور التصوف فى مواجهة تحديات العصر
بمناسبة مشاركته في الليلة الرقمية الخامسة والثمانين، المنظمة من طرف مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال، تناول الدكتور منير القادري بودشيش، رئيس مؤسسة الملتقى ومدير المركز الأورو المتوسطي لدراسة الإسلام اليوم موضوع "التصوف ومواجهة تحديات العصر".
واستهل مداخلته بإبراز ضرورة الاهتمام بالرأسمال المعنوي الروحي واللامادي من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي، من خلال تكامل سائر مقومات الحياة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها مع البعد الروحي والأخلاقي، خاصة في ظل ما صار يتطلبه هذا العصر من ضرورة تخليق الحياة العامة، بعدما اكتوى العالم بنار الأفكار الداعية إلى فصل القيم عن الممارسة السياسية والاقتصادية.
وأبرز القادري عواقب هذا الإقصاء من فقدان الإنسان لتوازنه واستقراره وأمنه الداخلي، واستفحال التطرف المادي الذي أضحى يغرق الكثيرين من الناس في طابور الملذات والاستهلاك الجشع بكل صوره وأشكاله، وانتشار التطرف الديني لأصحاب التدين المنغلق والفهم السطحي الحرفي الضيق للنصوص الدينية مما يؤجج نيران العنف والإرهاب في مختلف بقاع العالم ويزعزع الاستقرار والأمن والسلم والسلام.
و أكد في السياق ذاته أن الفكر الصوفي الذي يمثل الإسلام المعتدل وقيمه الروحية والأخلاقية هو إدانة صريحة لمثل هذا الانفصام المرضي والسلوك العدواني، وتابع أن الفكر الصوفي هو دعوة إلى الإنسان كي يعيش حياة سوية مطمئنة مع نفسه ومع محيطه الإنساني القريب والبعيد ومع الوجود بأكمله، مبرزا حاجة الإنسان إلى هذه المعاني خاصة في هذا العصر الراهن الذي تتقاذفه الأهواء والتطلعات المشوبة بالنزعة الفردية والأنانية واللامسئولية.
ودعا رئيس مؤسسة الملتقى إلى حتمية التواصل مع الآخر من أجل مستقبل مشترك من خلال العمل على الرجوع إلى القيم الروحية وأخلاق الإسلام، ونبه الى أن الغرب أصبح يعيش فراغا روحيا رغم الثروات الاقتصادية والتقدم العلمي والتكنولوجي بعد إفلاس القوى المادية وشعورها بالقصور في تحقيق السعادة للناس.