الدولية للطاقة الذرية: التكنولوجيا الدلالية تدعم المعارف في الصناعة النووية
أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA، أنه يمكن استخدام التكنولوجيا الدلالية، التي تدعم عمليات البحث على الويب وإدارة المعلومات عبر الإنترنت، في المجال النووي لمساعدة الخبراء وأصحاب المصلحة على الحفاظ على المعارف النووية وصَوْنها والربط فيما بينها وتقاسُمها.
وأضافت الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA وفق تقرير جديد صادر عنها، أنه يمكن تعزيز الاستفادة من التكنولوجيا الدلالية التي تساهم في التصدى للتحدي المتمثل في تنسيق المعلومات وتجميعها من مختلف المؤسسات عبر تحسين إمكانية الوصول إلى موارد المعرفة على امتداد هذا المجال وعلى نطاق أوسع.
وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA أن التكنولوجيا الدلالية تمثل خاصة عند اقترانها بالذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلة والتصنيفات والأنطولوجيات الحديثة، أداةً قوية لإدارة الكمية الهائلة من البيانات والمعلومات والمعارف النووية
ما هي التكنولوجيا الدلالية؟
تتضمن التكنولوجيا الدلالية مجموعة واسعة من الأدوات والمعايير والمنهجيات، ما يسمح بمعالجة المعلومات بناءً على سياقها ومعناها. ولتشفير الدلالات - ويُقصد بذلك معنى كلمة أو عبارة أو نص ما - يمكن استخدام تكنولوجياتٍ مثل إطار وصف الموارد (RDF) ولغة أنطولوجيا الويب (OWL) بنجاح في تدوين البيانات الوصفية.
وتسمح هذه التكنولوجيا بتخزين المعلومات وإدارتها على نحو يمكّن من توليد ارتباطاتٍ وصلات بين أجزاء مختلفة من البيانات وموارد معلومات مختلفة.
فوائد استخدام التكنولوجيا الدلالية
وتتمثل إحدى الفوائد الرئيسية العديدة لاستخدام التكنولوجيا الدلالية في أنها تحسّن تنظيم البيانات والمعلومات - من خلال الربط بين المصادر المختلفة بحيث يمكن مشاركتها وإعادة استخدامها على نطاق القطاعات والمنظمات والأوساط العلمية. ومن خلال هذه تحسين عملية تنظيم المعارف والمعلومات والبيانات، يمكن أن تصبح معايير الأمان النووي والتوصيات والخبرات وأفضل الممارسات والبحوث السابقة متاحةً على نطاق أوسع.
وفي مجال البحوث، قد تكون لذلك آثارٌ كبيرة: فإذا أمكنَ ربط البيانات والمعلومات الموجودة بالفعل بمصادر أخرى باستخدام التكنولوجيا الدلالية، يصبح البحث والتطوير في هذا المجال أكثر سهولة وسرعة ويمكن أن يقود إلى مزيد من الاختراقات.
فوائد محتملة للصناعة النووية
- إدارة المعارف النووية
ويقوم القطاع النووي على المعرفة ويعتمد على تقاسُم المعلومات والخبرات فيما بين جميع الأطراف المعنية بشأن تصميم المرافق النووية وتشييدها وتشغيلها وإخراجها من الخدمة. وثمة تحدٍّ كبير يتمثل في مواءمة نهج منظم للمعارف النووية وجعله في متناول جميع الأطراف والمنظمات ذات الصلة على المستوى المحلي، وكذلك على المستوى الدولي. وفي الوقت الحاضر، تستضيف عدّة منظمات نووية معارفها على بوابات إلكترونية تعمل كمستودعات مركزية لآلاف الوثائق التي تتسم ببيانات وصفية قليلة أو معدومة - من نوع البيانات التي تَصِف وتوفر معلومات عن المورد الأساسي. ومن الصَّعب، بدون البيانات الوصفية، البحث عن المعلومات المطلوبة والوصول إليها. بل ومن الأصعب بدرجة أكبر إقامة روابط بين موارد المعلومات المختلفة.
ويمكن أن يوفر استخدام المعايير والمواصفات المختلفة المنتمية إلى التكنولوجيا الدلالية حلاً لهذا التحدي من خلال إنشاء لغة مشتركة داخل الأوساط النووية، أو وضع نظام لتنظيم المعارف، أو مواصلة الاستفادة من تلك الموجودة مثل موسوعة نظام إينيس التابعة للوكالة. ويمكن أن يساعد ذلك أيضاً على دمج مصادر البيانات المختلفة معاً، وأتمتة عملية الفهرسة وغير ذلك الكثير. فمن خلال التقاط المعنى من البيانات غير المهيكلة والربط فيما بين مختلف مصادر المعلومات المتاحة، يمكن للتكنولوجيا الدلالية أن تحسّن استدامة عملية إدارة الأنظمة النووية المعقدة والمتعددة التخصصات.