تقرير صينى يكشف حصاد مصر 2021: ثقل إقليمى وتأثير ثقافى كبير
أشادت وكالة شينخوا الصينية بما حققته مصر من إنجازات على مدار العام الجاري 2021، حيث قالت الوكالة الصينية إن مصر استعادت ثقلها الإقليمي المتزايد، فضلا عن مكانتها في المنطقة والشرق الأوسط القوية واستعادة مكانتها الثقافية من خلال تنظيم عدد من الفاعليات الهامة.
ووفقا للوكالة: تستقبل مصر العام الجديد بتأثير متزايد على القضايا ذات الاهتمام الإقليمي والدولي ودور بارز في الحفاظ على السلام والأمن الإقليميين، إلى جانب لفت انتباه العالم بعدة فعاليات نظمتها على مدار عام 2021.
وخلال العام توسطت مصر في وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمسلحين بقيادة حماس في قطاع غزة، وعقدت مسيرات فرعونية رائعة في القاهرة والأقصر، وبدأت الإنتاج المحلي للقاحات كورونا من خلال التعاون مع الصين.
الدور السياسي
تتفق القوى الدولية والإقليمية على أن مصر تلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على السلام والأمن في الشرق الأوسط ، لا سيما في السنوات الأخيرة حيث تشهد المنطقة صراعات وتوترات متزايدة.
وأكبر مثال على ذلك، في مايو 2021، عندما توسطت مصر بشكل مثمر في نزاع شائك بين إسرائيل وحركة حماس ، التي تحكم قطاع غزة ، ووصلت إلى هدنة بوساطة القاهرة بعد 11 يومًا من الضربات القاتلة المتبادلة بين إسرائيل وحماس- حيث قتل ما لا يقل عن 260 فلسطينيا و 13 إسرائيليا.
كما أشادت قوى ومنظمات عالمية بدور مصر في التوصل إلى وقف إطلاق النار ، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب الإسرائيليين والفلسطينيين.
وينبع تأثير مصر على الاستقرار الإقليمي من مبادئ سياستها الخارجية الرئيسية، بما في ذلك دعم مؤسسات الدولة بدلاً من الميليشيات، والحث على التسوية السلمية للنزاعات الداخلية، ودعم المصالحات الإقليمية، ومحاربة الإرهاب، ورفض التدخلات الخارجية، وإحياء محادثات السلام المتوقفة في القضايا التي تعرقل الاستقرار الإقليمي مثل ما قال محمد عز العرب، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (ACPSS) ومقره القاهرة: "من أجل الحفاظ على الاستقرار الإقليمي كما رأينا في العام الماضي، تحاول مصر تحقيق السلام الفلسطيني الإسرائيلي من خلال جلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات وتسبق ذلك بمصالحة داخلية بين الفصيلين الفلسطينيين الرئيسيين فتح وحماس".
كما تدعم مصر استقرار وسلامة أراضي المناطق المضطربة الإقليمية بما في ذلك سوريا والعراق وليبيا والسودان وجنوب السودان واليمن ولبنان.
إنتاج اللقاحات
في منتصف عام 2021، أصبحت مصر أول دولة في إفريقيا تتعاون مع الصين في إنتاج لقاح كورونا، ففي يوليو ، حضر عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره المصري سامح شكري حفلًا في مدينة العلمين الساحلية بشمال مصر للاحتفال بالإنتاج المشترك لمليون جرعة من اللقاحات الصينية في مصر.
ورحبت منظمة الصحة العالمية بهذا التعاون باعتباره "نموذجا ناجحا للتعاون الدولي".
وقالت نعيمة القصير، ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر ، في بيان لها إن "التعاون بين مصر والصين هو نموذج ناجح للتعاون الدولي ونقل الخبرات العالمية ، مما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة".
بدأ المشروع بخطاب نوايا للتعاون في إنتاج لقاح كورونا تم توقيعه بين الصين ومصر في ديسمبر 2020.
وفي وقت لاحق من شهر أبريل، وقعت شركة الأدوية الحيوية الصينية “سينوفاك” اتفاقية مع الشركة المصرية القابضة للمنتجات البيولوجية واللقاحات (فاكسيرا) وأرسلت فرقًا فنية إلى مصر لتسهيل الإنتاج المحلي للقاح.
ومن خلال التعاون المصري الصين ، تخطط مصر لتصبح مركزًا لتصدير لقاحات كورونا في إفريقيا بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللقاحات.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبد الغفار في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن "التعاون الوثيق بين الصين ومصر ، خاصة في مجال الصحة ، سيحقق رفاهية الشعبين ويسهم في الرخاء العالمي".
التأثير الثقافي
أقامت مصر احتفالين ثقافيين مميزين في عام 2021 حظيا بتغطية إعلامية دولية ، وعرضت تراثها الفرعوني للعالم أجمع.
كان الأول في أوائل أبريل، عندما أقيم "العرض الذهبي للفراعنة" للاحتفال بنقل 22 مومياء فرعونية من المتحف المصري في ميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية ، وكلاهما في القاهرة.
وبدأت الاحتفالية بـ 22 عربة قديمة مصممة خصيصًا لهذا الحدث ، تحمل كل منها اسم مومياء الملك أو الملكة بالداخل ، وتتنقل من ميدان التحرير وترافقها عروض من العربات والدراجات النارية ورجال ونساء يرتدون ملابس مصرية قديمة.
ويعود المومياوات الملكية إلى 18 ملكًا وأربع ملكات من السلالات 17 و 18 و 19 و 20 التي حكمت مصر القديمة منذ أكثر من 3000 عام.
الحدث الثاني عقد في الأقصر وتحديدا في نوفمبر الماضي، حيث الاحتفال بإعادة افتتاح شارع أبي الهول في محافظة الأقصر بعد سنوات من أعمال التجديد، للترويج دوليًا للحضارة القديمة في البلاد وقطاع السياحة فيها.
ويبلغ طول الكورنيش الذي يبلغ عمره 2400 عام 2700 متر ويوجد فيه 1057 تمثال لأبي الهول برأس كبش ورأس بشر على جانبي الممر الذي يمتد بين معابد الكرنك ومعبد الأقصر.
في الوقت الذي تودع فيه مصر عام 2021 ، تم اختيار القاهرة من قبل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) "عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2022" ، والتي ستتميز بعشرات الأنشطة الثقافية على مدار العام الجديد. بحسب وزارة الثقافة المصرية.
وقالت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم في تصريحات أخيرة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن اختيار القاهرة "يجسد مكانة مصر الدولية"، مضيفة أنه "تأكيد على مكانة مصر الثقافية والتاريخية بين دول العالم".