«باب رزق».. مشاركون فى مشروعات «حياة كريمة» بالصعيد: «شغلتنا بعد أشهر من وقف الحال ومعنوياتنا بقت فى السما»
أن أعلمك الصيد أفضل من إعطائك سمكة»... مَثل شعبى عالمى استعان به الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال افتتاح عدد من المشروعات القومية فى صعيد مصر، خلال الأيام الماضية، وعكس بشكل واضح سياسته القائمة على حب العمل وتقديره، ورغبته فى مشاركة المصريين فى كل أعمال النهوض بوطنهم.
ولم تكن هذه العبارة وليدة اللحظة، بل تمثل نهجًا عمليًا تسير عليه إدارة الرئيس السيسى، وهو ما ظهر بوضوح خلال تنفيذ المبادرة الرئاسية لتنمية قرى الريف «حياة كريمة»، عبر الحرص على مشاركة أهالى القرى المستفيدة بالعمل فى مختلف المشروعات التى تتضمنها المبادرة، لتوفر لهم بذلك فرص عمل بأجور ملائمة.
«الدستور» تواصلت مع عدد من أهالى الريف المشاركين فى تنفيذ مشروعات مبادرة «حياة كريمة»، للتعرف على تفاصيل فرص العمل التى أتيحت لهم من خلال هذه المبادرة، وكيف أسهم ذلك فى انتشالهم من البطالة، وتوفير مصدر دخل لهم.
خليل بكرى:شاركت بأعمال المحارة فى صيانة المدارس
قال خليل بكرى، صنايعى محارة، من مركز قوص محافظة قنا، إنه انضم إلى مشروعات «حياة كريمة» فى شهر يوليو الماضى، حيث طلب من المهندس المشرف على إنشاءات مدارس المركز أن يكون ضمن العاملين معه.
وأشار «بكرى» إلى أن المدارس التى ينفذون صيانتها تابعة لهيئة الأبنية التعليمية، التى تتابع كل تفاصيل العمل بها لضمان أن تكون المدرسة على أعلى مستوى من التجهيزات وخالية من أى أضرار أو تلفيات.
وأضاف «بكرى» أن الصعيد كان منسيًا، ولم يتم الالتفات إليه إلا فى عهد الرئيس السيسى، الذى امتلك إرادة حقيقية لإعادة إحياء الجنوب، مشيرًا إلى أنه استفاد كمواطن من مشروعات «حياة كريمة»، مثل إصلاح شبكات الصرف الصحى، وإدخال الغاز الطبيعى، وتجديد المدارس لتصبح أماكن مناسبة لتعليم التلاميذ، إلى جانب التطوير الطبى الذى تم على مستوى الخدمات الحكومية.
وتشمل محافظة قنا ٦٩٠ مشروعًا تنفذها مبادرة «حياة كريمة»، موزعة بين قطاعات الصرف الصحى بـ١٣٠ مشروعًا، إلى جانب ٩٥ مشروعًا فى قطاع مياه الشرب، و١٦٥ مشروعًا فى قطاع الكهرباء، و١١٠ مشروعات فى مجال الصحة. أما فى مجال الشباب والرياضة فهناك ٣٧ مشروعًا، وتضم المجمعات الزراعية ١٩ مشروعًا، بجانب ١٩ مشروعًا للمجمعات الخدمية، و١٠٥ مشروعات فى قطاع الطرق.
جمال عبدالعال:أتاحت لى فرصة ثابتة فى مجال المقاولات
أكد جمال عبدالعال على، من مركز ساحل سليم بأسيوط، الذى كان يعمل فى مجال المقاولات، حتى جاء وباء فيروس «كورونا المستجد» وأوقف هذا العمل، ما أفقده القدرة على تدبير احتياجات أسرته. وقال «عبدالعال»: «أعول أسرة مكونة من ٥ أفراد، وكنت أصرف عليهم من عملى فى المقاولات، لكن ظهور كورونا (خلى حالنا وقف)، ما دفعنى للعمل فى عدة مهن باليومية». وأضاف: «هذا العمل لم يكن ثابتًا.. حتى جاءت مبادرة (حياة كريمة) إلى قريتى والتحقت للعمل بمشروعاتها المختلفة، مستفيدًا من عملى السابق فى مجال المقاولات». وبَين أن الفرصة التى وفرتها له «حياة كريمة» تعتبر عملًا ثابتًا، لأنه كان ينتهى من العمل فى تنفيذ مشروع معين، ثم يلتحق مباشرة بالمشروع الذى يليه.
صلاح عبده: المبادرة زادت من فرص العمل لأهالى الريف
قال صلاح ثورى عبده، شقيق صالح، سباك، إنه استفاد كثيرًا من عمله فى مبادرة «حياة كريمة» التى زادت كثيرًا من فرص العمل لأهالى القرى، مؤكدًا أن المبادرة زادت من دائرة معارفه، وطورت قدراته بشكل كبير. وأضاف: «فيه اهتمام كبير بالمدارس وتطويرها، واشتغلت مؤخرًا فى مدرسة للتعليم الأساسى بأرمنت ومدرستين تانيين فى إسنا كان بيتعمل ليهم صيانة شاملة، وكلنا متحمسين عشان عايزين نشتغل وعايزين البلد تتطور والإنتاج يزيد وبلدنا تبقى أحسن».
معتز أحمد: الصرف الصحى والغاز دخلا قرى لأول مرة
أشار معتز أحمد، سباك، من قرية الرياينة بمركز أرمنت فى محافظة الأقصر، إلى أنه بدأ العمل فى المشروعات التابعة لمبادرة «حياة كريمة» فى شهر يوليو الماضى، مؤكدًا أنه يتم تطوير المدارس بالمركز وتزويدها بالمقاعد الجديدة وتجديد الأرضيات والملاعب لتصبح مكانًا ملائمًا للتلاميذ.
وأكد «أحمد» أن المواطن فى الصعيد يشعر باهتمام الدولة الشديد به خاصة بعد سنوات طويلة من الإهمال، مشيرًا إلى أن الصرف الصحى دخل القرى لأول مرة وكذلك الغاز الطبيعى، وتم توفير فرص عمل لأبناء القرى وبالتالى تراجعت نسبة البطالة.
يُذكر أن مبادرة «حياة كريمة» تعمل فى ٢٧ قرية بمدينة إسنا وتضم ١٧١ كفرًا وعزبة ونجعًا بإجمالى ٤٦٧ ألف مواطن، كما تعمل فى مدينة أرمنت فى ٧ قرى تضم ٨٧ عزبة وكفرًا ونجعًا يعيش داخلها ١٨٩ ألف مواطن. وتشمل مشروعات مبادرة «حياة كريمة» فى محافظة الأقصر إنشاء ١٣ مجمعًا خدميًا، منها ٩ مجمعات بقرى مدينة إسنا و٤ بقرى مدينة أرمنت.
وتضم هذه المجمعات مكاتب للسجل المدنى والشهر العقارى والتموين والتضامن الاجتماعى، ومركزًا تكنولوجيًا ووحدة محلية ومجلسًا شعبيًا محليًا، ويجرى إنشاؤها فى ٩ قرى بمدينة إسنا هى «الشغب والدير والحلة والكيمان واصفون والنجوع وتوماس والنمسا وكومير»، وفى مدينة أرمنت يجرى إنشاء ٤ مجمعات فى قرى «الرزيقات والمحاميد والريانية والسلام».
خليل بشرى: البرد كله يهون عشان التطور اللى شايفينه
«بنشتغل لحد الساعة ٨ الصبح فى عز البرد، عشان نكمل تطوير القرى»، بهذه الكلمات بدأ خليل بشرى عطا الله، ٥٠ سنة، من أهالى قرية درنكة بمحافظة أسيوط حديثه مع «الدستور»، عن عمله كحداد ضمن مشروعات مبادرة «حياة كريمة»، معربًا عن سعادته بكونه أحد العاملين فى تلك المبادرة.
وأوضح أنه ورغم العمل لساعات طويلة فى تصنيع وتركيب أبواب ونوافذ المبانى التى تقيمها المبادرة أو تطورها، ورغم انخفاض درجات الحرارة، إلا أنه يعمل بحماس كبير فى مشروعات المبادرة لما لمسه بنفسه من تغيير وتطوير حقيقى فى قرى «حياة كريمة» لم تشهده تلك القرى من قبل.
وأضاف: «زمان كان مبنى البريد قديم ومهجور، ودلوقتى بقى حاجة تشرف من النضافة والجمال وفيه تكييف وأجهزة كمبيوتر، وأنا شاهد على المبانى اللى بتأسسها المبادرة بأحدث الوسائل والإمكانيات، عشان تقدم الخطة لأهل القرية زيهم زى أهل القاهرة، لأنها مابقتش تختلف عنها لا فى الشكل ولا فى الخدمات، عشان كده كله يهون عشان التطور اللى شايفينه»
صالح ثورى:تطوعت لخدمة بلدى وأهلى
أوضح صالح ثورى عبده، سباك من محافظة الأقصر، أنه يعمل فى مشروعات «حياة كريمة» منذ بداية العام الجارى، وذلك كمتطوع من تلقاء نفسه، لرغبته فى خدمة وطنه وأهله.
وأضاف: «حبيت إنى أكون جزءًا من هذا العمل الضخم، الذى سينقل القرى المستهدفة نقلة كبيرة»، مشيرًا إلى وجود تعاون كبير بين كل العاملين فى مشروعات «حياة كريمة»، لإنجازها بسرعة وبالشكل الذى يستفيد منه أكبر عدد من أبناء الوطن.
وكشف عن أن أكثر مشروعات «حياة كريمة» فى الأقصر يتم تنفيذها داخل مركزى أرمنت وإسنا، خاصة المدارس التى تشهد إجراء صيانة شاملة لها من حيث السباكة والدهانات والتأثيث وغيرها.
سيد محمود:وفرت لى عملًا براتب مُجزٍ
قال سيد محمود محمد، ٤٨ سنة، مبيض محارة، بقرية الساحل محافظة أسيوط، أحد المشاركين بالمبادرة، إنه يشعر بالفخر الكبير لمشاركته فى تأسيس وتطوير المبانى التى تقيمها المبادرة بالقرى والتى حولتها من أماكن عشوائية إلى مناطق متحضرة راقية.
وذكر «محمود» أن المبادرة وفرت له فرصة عمل براتب مُجزٍ، إضافة إلى ما تركته فى نفسه من روح معنوية مرتفعة بسبب كلمات الإطراء التى يسمعها من كبار المسئولين الذين يشرفون بانتظام على الأداء فى تنفيذ المشروعات.
وأضاف: «رئيس مجلس المدينة دايمًا بيمر علينا وبيتابع كل حاجة ويشيد بنا»، منوهًا بأنه لم يكن يتصور هو وزملاؤه فى يوم من الأيام أن يتابع كبار المسئولين عملهم ويثنون عليه بهذا الشكل.