عبد الرحيم يوسف: «ماندفيل» كان السبب في فوزي بالتشجيعية
صدر حديثا عن دار صفصافة كتاب "رسالة إلى ديون وكتابات أخرى" للفيلسوف وعالم الاقتصاد والكاتب الساخر الهولندي برنارد ماندفيل، وترجمة عبد الرحيم يوسف، وغلاف الفنان علاء النويهي.
وقال عبد الرحيم يوسف عن الكتاب: "كان لفوزي بجائزة الدولة التشجيعية عن ترجمتي لكتاب ثلاث دراسات حول الأخلاق والفضيلة لبرنارد ماندڤيل أثر طيب بالطبع خاصة مع صدور طبعة ثانية من الكتاب في نفس العام الذي فزت فيه بالجائزة، 2017، عن مكتبة الأسرة بالأردن.
وأضاف في تصريح خاص لـ"الدستور": وهو الأمر الذي جعل الناشر الصديق محمد البعلي مدير دار صفصافة التي صدر عنها الكتاب يشجعني في بدايات عام 2020 على معاودة التجربة مع ماندڤيل وترجمة المزيد من أعماله.
وعن الأسس التي يضعها عبد الرحيم يوسف للترجمة قال: "بالنسبة لي أقبل بترجمة ما يُعرض علي من كتب وفقا لعدة اعتبارات أحاول الالتزام بها ما استطعت، أولها أن يكون الكتاب ممتعا لي كقارئ ويحمل مساحة من الأمان المطلوب والمخاطرة المحسوبة كمترجم.. أقصد أن يكون في مجال لدي خلفية عنه أو اهتمام به أو يمكنني التعامل معه على أقل تقدير.. وفي نفس الوقت يمثل إضافية معرفية لي وإضافة للمهتمين من القراء.
وجاء في مقدمة الكتاب: "مرة أخرى بعد سبع سنوات أعود إلى برنارد ماندفيل! كان لقاؤنا الأول في عام 2014 حين ترجمت كتاب (ثلاث دراسات حول الأخلاق والفضيلة) الذي ضم ثلاثة مقالات طويلة لماندفيل هي: (بحث في أصل الفضيلة الأخلاقية) و(بحث في طبيعة المجتمع) و(مقال عن الخيرية والمدارس الخيرية). نُشر الكتاب في سبتمبر من نفس العام، وفي عام 2017 حصلت عن ترجمته له على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب فرع ترجمة الأعمال الفكرية لعام 2016 (حيث تُقدم الجائزة في العام التالي على عام التقديم لكنها تحمل رسميا تاريخ عام التقديم، وتلك حكاية أخرى!). وفي عام 2017 أيضا صدرت طبعة أخرى للكتاب ضمن مشروع مكتبة الأسرة في الأردن.
وأضاف:" إذًا يمكنني القول إن ماندفيل وكتابه على الرغم من صعوبة ترجمته كانا مصدريّ سعادة وحظ كبيرين لي. وفي العام الماضي اقترح عليّ الصديق محمد البعلي مدير دار صفصافة التي نُشر عنها كتاب (ثلاث دراسات...) معاودة اللقاء مع ماندفيل. فكرت قليلا وتذكرت صعوبة التعامل مع لغة وأسلوب ماندفيل، لكني كنت أحس بشكل ما أني مدين للرجل بالكثير. لذا فقد وافقت وبحثت واخترت ثلاثة أعمال لترجمتها: قصيدته الشهيرة (أمثولة النحل) التي أثارت ضده هجوما عنيفا ودفعته لكتابة الكثير من مقالاته ودراساته ردا على هذا الهجوم، ومن ضمن هذه المقالات الدراسات الثلاث التي ترجمتها في كتابي المشار إليه، والعمل الثاني الذي اخترت ترجمته هو مجموعة من الأمثولات التي كتبها تحت عنوان (في ثوب إيسوب) في إشارة إلى ذلك الكاتب الإغريقي الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد ونُسبت إليه تلك الحكايات المسماة بـ "خرافات إيسوب" ويقال إنه وُلد عبدا و لم يكتب الأساطير بنفسه. لكنها أصبحت جزءًا من التقاليد الشفوية لتلاوة القصص التي دُونت في آخر الأمر من قبل معاصريه.
وتابع:" يكتب ماندفيل تسعة وثلاثين أمثولة أو حكاية خرافية ويعترف في مقدمته أن اثنتين منهما فقط من إبداعه والبقية هي معالجة صاغها شعرا ونثرا مسجوعا في أغلبه لحكايات إيسوب. أما العمل الثالث الذي أقدمه فهو (رسالة إلى ديون) وهو آخر ما نشره ماندفيل، وجاءت هذه الرسالة ردا على كتاب بعنوان (ألسيفرون، الفيلسوف الدقيق) كتبه الأسقف بيركلي تحت اسم مستعار: (ديون)، والذي حملت إحدى محاوراته هجوما عنيفا على ماندفيل وكتابه أمثولة النحل. يدافع ماندفيل هنا عن نفسه وعن كتابه ويوضح أفكاره ومقاصده بطريقته الساخرة واللاذعة والجادة كذلك. وقد ضمنت هذا الجزء مقدمة كتبها جاكوب فاينر Jacob Viner.
أما عبد الرحيم يوسف فهو شاعر ومترجم مصري من مواليد الإسكندرية في 1975، تخرج من كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية وعمل مدرسا بوزارة التربية والتعليم عشرين عاما ثم تقاعد وتفرغ للترجمة. صدر له سبعة دواوين وثلاثة وعشرون كتابا مترجما وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب فرع ترجمة الأعمال الفكرية عام 2017 عن ترجمته لكتاب برنارد ماندفيل "ثلاث دراسات حول الأخلاق والفضيلة" الصادر عن صفصافة في 2014.