خبراء يضعون روشتة للحد من ثأثير التغيرات المناخية الحادة على المحاصيل الزراعية
تشغل قضية التغير المناخي أذهان العالم في الآونة الأخيرة، إذ أن البلاد تتعرض لموجات مناخية غير مسبوقة، ففي مصر لم يعد المناخ حار جاف صيفًا معتدل ممطر شتاءً، إنما تحول إلى موجات حارة شديدة صيفًا وموجات باردة تصل لحد الصقيع شتاءً، وهو ما يؤثر بالسلب على كافة مناحي الحياة، وبشكل خاص الزراعة.
ووفقًا للتقرير الوطني الثالث المُقدم للجنة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار نصف متر فقط قد يؤدي لغرق حوالي نصف مليون فدان من الأراضي الزراعية، وهو ما سيؤثر بطبيعة الحال على حجم الإنتاج الزراعي للعديد من المحاصيل.
ويضع خبراء روشتة لمواجهة التغيرات المناخية، للمحافظة على المحاصيل وعدم التعرض لأزمة غذائية، مثلما حدث في الصيف الماضي، فقد أدى الارتفاع في درجات الحرارة لتراجع إنتاجية محاصيل الفاكهة والخضار بنسب تعدت الـ50% ، والنتيجة ارتفاع جنوني في الأسعار بسبب قلة المعروض وزيادة الطلب.
مهندس زراعي: الري بالرش منقذ في الأجواء الباردة
يقول سامي خلف، مهندس زراعي، إن موجات الحرارة والبرودة المرتفعة التي تمر بها مصر في الوقت الحالي له تأثير سلبي على المحاصيل الزراعية، لكونها تنبت في طقس مغاير لما نتعرض له في الآونة الأخيرة، ناصحًا باتباع روشتة وزارة الزراعة لحماية النباتات والمحاصيل الزراعية، والتي نصحت بضرورة توفر رطوبة أرضية "دائمة" تحت الزرع، مشيرة إلى أن أهم المحاصيل التي يجب على المزارع اتباع معها ذلك خلال موجة الصقيع القادمة، الطماطم، والبطاطس، والفراولة، والجوافة، والموز، ومانجو، والبصل والثوم.
واقترح "خلف"، في حديثه مع "الدستور"، أن يتم تغطية النباتات ذات الحساسية من البرودة بالأغطية البلاستيكية والزجاجية، أيضًا يمكن استخدام طريقة الري بالرش لما له من أهمية في الحد من خطورة الموجات الباردة، فهي تعمل على موازنة ما يفقده النبات من حرارة الجو المحيط به والأكثر منه برودة، ولا يمكن إغفال متابعة النشرات الجوية لاتباع ما ينصح به الخبراء للتعامل في مثل هذه الأجواء.
حذرت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" أن تغيُّرات المناخ تهدد تحقيق الأمن الغذائي العالمي، والقضاء على الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة، ووفق تقرير لها صدر في 2018، فإن للتغير المناخي آثارًا مباشرة وغير مباشرة على الإنتاجية الزراعية، تتضمن تغيُّر أنماط هطول الأمطار، والجفاف، والفيضانات، وإعادة التوزيع الجغرافي للآفات والأمراض، وإن الكميات الهائلة من ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها المحيطات تتسبب في التحمُّض، مما يؤثر على صحة محيطاتنا وأولئك الذين تعتمد سبل عيشهم وتغذيتهم عليها.
مهندس زراعي: المخصبات في الصقيع
وتحدث محمد العناني، مهندس زراعي، أن هناك عدد من الإجراءات يجب على المزارع اتباعها حال علم وجود موجات صقيع وأمطار قادمة لحماية محاصيله من التلف، منها سرعة التخلص من مياه الأمطار من الأرض، ري خفيف وتجنب زيادة مياه الري حول الجذور حتى لا يصيبها العفن.
وحذر "العناني"، في حديثه مع "الدستور"، من عدم الرش بالمخصبات ومنظمات النمو والهرمونات في الأوقات العادية فهذه الطريقة لا تتناسب مع كل النباتات في جعلها أكثر قدرة على تحمل البرودة، لافتًا إلى أنه من الطرق التي تقي النباتات من موجات الصقيع تغطيتها بالبلاستيك وهي من الطرق الحديثة في الوقاية وكان قديمًا يتم الاعتماد على التغطية بالخيش والقش.
رئيس التحول الوراثي: ري الأراضي ليلًا
وفي تصريحات سابقة، أكد الدكتور سعيد خليل ، رئيس قسم التحول الوراثي بمركز البحوث الزراعية، أن هناك العديد من الطرق لحماية النبات من موجات الصقيع، منها نشر الخريطة الشمسية للمناطق الزراعية على مستوى الجمهورية، لاختلاف درجات الحرارة وأصناف النبات من محافظة لأخرى، أيضًا استخدام المعمل المركزي للمناخ للتنبؤ بالتغيرات المختلفة للأراضي الزراعية، وعلى المزارعين ري الأراضي ليلًا لتجنب أضرار الصقيع، واستخدام مركبات السيليكات ذات البوتاسيوم لحماية النبات من انخفاض درجات الحرارة الأقل من 10 مئوية، ورشها أيضًا بأنواع من مركبات السترات لحمايتها من التآكل والجفاف.