صحيفة سعودية: «أوميكرون» يؤثر مباشرة في أداء الاقتصاد العالمي
قالت صحيفة “الاقتصادية” السعودية، إن الأسواق المالية تعرضت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية إلى تراجعات مقلقة، بفعل توسع دائرة متحور "أوميكرون"، والخوف من الإجراءات الاقتصادية المختلفة، والمتنوعة، التي قد تتخذها الحكومات للمحافظة على مؤشرات النمو.
وأوضحت الصحيفة - في افتتاحيتها الصادرة اليوم الجمعة، بعنوان “المتحور الخامس .. ارتباك وأعباء” - أن العالم في الوقت الراهن يعيش حالة ارتباك عميقة بفعل الانتشار السريع لمتحور أوميكرون "المتحور الخامس لكوفيد-19"، الذي أكد العلماء في بريطانيا أخيرا أنه أقل خطورة من متحور دلتا، لكن مشكلته تبقى في انتشاره بصورة أسرع من أي متحور آخر، وهذا الفيروس يؤثر مباشرة في الأداء الاقتصادي العالمي، ويستهدف بأشكال مختلفة النمو، وفترة الانتعاش الاقتصادي التي تلت انكماشا أضر بالعالم طوال العام الماضي.
ويزداد الوضع تشويشا في ظل احتفالات أعياد الميلاد، ورأس العام، خصوصا مع رفض الدول الإغلاق الكامل، وتأجيل بعضها الإغلاق إلى ما بعد الاحتفالات، واتخاذ بعضها الآخر إجراءات مقيدة لا تضرب هذا الموسم، الذي لم يكن حاضرا أساسا على الساحة في العام الماضي، فالعالم لم يعد يحتمل إغلاقا جديدا، ينال من المجتمع، والاقتصاد خسائر في آن معا.
وأشارت الصحيفة، إلى أن القيود التي فرضت في كثير من الدول في هذه المرحلة بالذات، دفعت العالم ليس فقط لإعادة حساباته في التعاطي مع جائحة كورونا عموما، بل لوضع سيناريوهات واقعية في حال طالت مدة الحرب على أوميكرون، فقد كانت حكومات دول العالم تستعد حقا لإنهاء حزم الدعم، التي أطلقتها مع تفشي كورونا، وبدأ بعضها برفع معدلات الفائدة للسيطرة على التضخم، ووضع قيود على الاقتراض، والتخفيف من أعباء الديون الحكومية، وغيرها من عوامل أثارت اضطرابات في الاقتصادات المحلية في الدول الفقيرة، والنامية، والمتقدمة، فتوقف الاقتصاد لعام كامل تقريبا، لم يترك مجالا لهذه الحكومات إلا أن تتدخل وتسند المؤسسات، التي تشكل في النهاية عمق الاقتصادات الوطنية.
وفي هذا الجانب تعاني الدول الغربية انتشارا واسعا للمتحور الجديد، حتى إن فرنسا فرضت قيودا على السفر إليها من بريطانيا، وأغلقت الحكومة الهولندية بلادها لأجل مسمى، ووضعت ألمانيا قيودا جديدة وأعلنت حالة الطواريء الصحية والاحترازية، في حين يفكر مستشارها الجديد أولاف شولتز، في تشديد القيود في نهاية العام الجاري.
كما أرجأت نيوزيلاندا الموعد الذي كان مقررًا لإعادة فتح حدودها الدولية، أما الولايات المتحدة فالوضع ليس أفضل، إذ لا تزال تعاني بسبب شرائح كبيرة من الأمريكيين ترفض أخذ اللقاحات الضرورية لمواجهة كورونا، بينما كانت تحاول الانطلاق من جديد على الصعيد الاقتصادي.