حصاد 2021.. ليبيا تنهي سنوات الحروب وتأجيل جديد لانتخابات فاصلة
كان عام 2021، فارقا في مسار الأزمة الليبية، حيث توقفت الآلة العسكرية وسنوات من الحرب وبدء مسار سياسي جديد من أجل حل سلمي للأزمة بعضها تكلل بالنجاح والبعض الآخر ما زال مستمرا في طريق بدعم من المجتمع الدولي وصولا للحل المنشود.
وترصد “الدستور” في هذا التقرير أبرز الأحداث التي شهدتها ليبيا في عام 2021:
اختيار سلطة انتقالية جديدة
بعد جولة من المشاورات واللقاءات السياسية برعاية البعثة الأممية ودعم من المجتمع الدولي نجح ملتقى الحوار السياسي في تشكيل سلطة جديدة تحل محل حكومة الوفاق الوطنية برئاسة فايز السراج وحكومة شرق البلاد برئاسة عبد الله الثني.
وبالفعل تم فتح باب الترشح للسلطة الانتقالية الجديدة، في يناير 2021 وخاضت قوائم عدة لتشكيل المشكل الرئاسي الجديد وحكومة انتقالية، ليختار منها ملتقى الحوار السياسي السلطة الجديد، ليفوز تحالف محمد المنفي وعبد الله اللافي وموسى الكوني بتشكيل المجلس الرئاسي.
وفازت قائمة عبد الحميد الدبيبة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وأدت الحكومة اليمين أمام البرلمان في مارس على تنتهي صلاحيتها في 24 ديسمبر 2021.
البرلمان يقر قوانين الانتخابات
نجح البرلمان الليبي في أكتوبر 2021، في إقرار قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لتبدأ البلاد بالفعل الاستعدادات لإجراء أول انتخابات رئاسية في تاريخ ليبيا، رغم اعتراض بعض الأطراف على القوانين خاصة قوانين انتخابات الرئاسة.
ومع إقرار البرلمان لقوانين الانتخابات فتحت المفوضية العليا للانتخابات باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية على ان تجري في 24 ديسمبر الجاري، وخاض الترشح لانتخابات الرئاسة 98 مرشحا من بينهم المشير خليفة حفتر، وعقيلة صالح رئيس البرلمان وسيف الإسلام القذافي وعبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة وآخرين.
لكن اضطرت المفوضية بسبب ضغوط قانونية وسياسية لإعلان تعذر إجراء الانتخابات واقترحت إجرائها في 24 يناير 2022، وسط استمرار الخلافات حول القوانين المنظمة للعملية الانتخابية.
مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة
أجرت اللجنة العسكرية المشتركة "5+5"، لقاءات عدة في الداخل والخارج، وعقدت لأول مرة اجتماعاتها في سرت منذ تشكيلها في عام 2020، لتنهي سنوات من الحرب بين الجماعات المسلحة في غرب البلاد والجيش الوطني الليبي.
وبرعاية ودعم من المجتمع الدولي توصلت اللجنة هذا العام إلى اتفاق على فتح الطريق الساحلي الرابط بين شرق البلاد وغربها بعد سنوات من إغلاقه، إلى جانب الاتفاق على وضع جدول زمني لخروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا واعادة تفكيك دمج الجماعات المسلحة وضمها للمؤسسات الأمنية والعسكرية بالدولة.
وعقدت اللجنة العسكرية اجتماعات ناجحة الشهر الجاري في مصر وتركيا وروسيا، من أجل دعم خروج القوات الأجنبية والمرتزقة وقعت شوطا كبيرا في هذا الأمر.
عودة ستيفاني ويليامز الى ليبيا
لعبت الدبلوماسية الأمريكية ستيفاني ويليامز دورا مهما لحل الأزمة في ليبيا، ضمن دورها في البعثة الأممية إلى ليبيا، حينما كانت نائبة للمبعوث السابق غسان سلامة، ومع تولي يان كوبيش رئاسة البعثة الأممية في يناير 2021 تركت ويليامز البعثة، لكنها عادت مجددا في 7 ديسمبر الجاري مع استقالة كوبيش في الشهر ذاته، لكنها أتت هذه المرة بصفتها مستشارة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا.
وجاء الأمين العام للأمم المتحدة بويليامز لتقود مهمة الوساطة بين الأطراف السياسية في ليبيا من جديد مع ظهور ملامح لتعثر ما تم الاتفاق عليه في الحوار السياسي من إجراء المصالحة الوطنية وعقد الانتخابات.
استمرار أزمة النازحين والمهجرين
لا زالت أزمة النازحين والمهجرين في ليبيا قائمة منذ 2011، واضيف لها أزمة المهاجرين غر الشرعيين.
وبحسب الأمم المتحدة بلغ عدد من هم في حاجة لمساعدات إنسانية في ليبيا عام 2021، حوالي مليون و300 ألف فرد في بلد يبلغ سكانه حوالي 7 مليون نسمة.
وبلغ عدد النازحين في ليبيا حتى ديسمبر 2021 حوالي 200 ألف نازح إلى جانب أكثر من 600 ألف مهاجر ولاجىء.
استمرار أزمة تفشي كورونا
واصلت أزمة فيروس كورونا تداعياتها في ليبيا، في ظل ضعف الحكومة في مواجهة الوباء، حيث سجلت ليبيا حتى 23 ديسمبر 2021، حوالي 384 ألف إصابة و5635 حالة وفاة.
ومع هذا أعلنت النقابة العامة لأطباء ليبيا عن إضراب على مستوى البلاد في نوفمبر 2021 احتجاجًا على تدني الأجور وظروف العمل في مرافق الصحة العامة، وتم تعليق الإضراب لاحقا بعد وعود من الحكومة بحل مشكلاتهم.