خبراء وباحثون يطالبون بتجفيف منابع تمويل الإخوان
أكد خبراء وباحثون متخصصون في شئون تيارات الإسلام السياسي أن جماعة الإخوان الإرهابية تعيش حالة من التفكك والحصار وتلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد الانشقاقات والخلافات التي ضربت قيادتها من الداخل خلال الفترة الأخيرة في أعقاب الضربات والانتكاسات المتتالية والمؤلمة التي تعرضت لها في عدد من الدول العربية.
ودعا الخبراء في ندوة عبر الإنترنت عقدها مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات اليوم، الحكومات العربية والأوروبية إلى العمل على تجفيف منابع التمويل الخاصة بالإخوان، عبر مراقبة جمعيات العمل الخيري التي تستغلها الجماعة في جمع الأموال وتتخذها كواجهة وستار لأنشطتها وعملياتها الإرهابية، متوقعين أن تختفي الجماعة من المشهد بشكل كامل مع القضاء على كل مصادر هذا التمويل.
وفي السياق، قالت أماني فؤاد الباحثة بمركز دراسات الهجرة والأعراق والمواطنة، بجامعة كيبيك بمونتريال- كندا، في الندوة التي تحمل عنوان «الإخوان المسلمون في العالم العربي: مظاهر الأفول ومحاولات البقاء»، إن جماعة الإخوان تنظر إلى المسلمين غير المحسوبين على تيارات الإسلام السياسي على أنهم "منحرفون"، أما غير المسلمين عمومًا فتعتبرهم الجماعة إما «متآمرين أو أعداء».
الغرب انخدع بخطاب المظلومية الذي تروجه الجماعة
وأضافت «فؤاد» أن التيار السائد في الوسط الأكاديمي في الدول الغربية يميل إلى التعاطف مع جماعة الإخوان، بسبب انخداعه بخطاب المظلومية الذي تروجه الجماعة في حوارها مع المجتمعات بهذه الدول، مشيرة إلى أن الجماعة الإرهابية استخدمت ادعاءات المظلومية كوسيلة للتغلغل في المؤسسات المجتمعية المختلفة والحصول على الدعم السياسي في عدد من البلدان الغربية.
وتابعت أن جماعة الإخوان واجهت عند وصولها للحكم في مصر تحديًا تمثل في المواءمة بين تطبيق أيديولوجية الإسلام السياسي المتطرفة وبين تحقيق المدنية والديمقراطية، وهو ما أدى لفشلها في النهاية في مصر وفي عدد من الدول العربية الأخرى خصوصًا مثل تونس والمغرب، حيث أصبح وجود الأحزاب الإخوانية في هذه الدول الثلاث إلى تلاشٍ كامل.
الإخوان مارست الاغتيال السياسي للعديد من الشخصيات
واتفق ضرار بالهول الفلاسي، المدير التنفيذي، لمؤسسة "وطني الإمارات"، مع ما أشارت إليه الباحثة أماني فؤاد، مؤكدًا أن عنصرية الإخوان كانت السبب في حالة العزلة التي تعيشها حاليًا، مضيفًا «الإخوان اعتبروا أنهم فقط من يمثلون الإسلام، ومارسوا الاغتيال السياسي للعديد من الشخصيات السياسية التي اختلفت معهم».
وتابع «الفلاسي»: «القضاء على الإخوان سيساعد في التخلص من الكثير من المشاكل»، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تشهد الجماعة أفولًا حتميًا خلال الفترة المقبلة.
وواصل: «جماعة الإخوان ستختفي من المشهد بشكل كامل إذا استطعنا تجفيف منابع التمويل الخاصة بهم... هناك صراعات بين العديد من الفصائل داخل جماعة الإخوان الآن، وهو ما أظهر وجود تيار ليبرالي يحاول أن يسوق نفسه للغرب».
«الإخوان» دعت للفوضى والثورات
وأكد أن تنظيم الإخوان كان الأساس الذي بنى عليه مكونات ما يسمى بـ«الربيع العربي» بدعوتهم للفوضى والثورات، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات اتخذت موقفًا صارمًا ضد الإسلام السياسي وفي مقدمتها الإخوان، وهو ما يفسر سر عداوتهم لها.
من جانبه، سلط علي مصطفى، الأستاذ المشارك بجامعة ليون الكاثوليكية، بفرنسا، الضوء على الهزيمة الأخيرة التي مني بها حزب العدالة والتنمية (المحسوب على الإسلام السياسي) في المغرب، بعد مأموريتين في الحكومة انتهتا بفشل ذريع عبر صنايق الاقتراع، مؤكدًا أن أحد أهداف جماعة الإخوان هو تغيير نظم الحكم في الدول التي تتواجد فيها.
ولفت «مصطفى» إلى أن حركات الإسلام السياسي في المغرب تعتقد أن مشاركتها في المجال الاجتماعي، ومن ثم السياسي قد يساعدها في اكتساب الشرعية لوجودها، لكنه أوضح أن طبيعة تسيير الحكم في المغرب لا تسمح بالتمدد الإخواني.
وعن تراجع نفوذ «الإخوان» في تونس، قال فريد بن بلقاسم، أستاذ الحضارة والفكر الإسلامي، بالمعهد العالي للعلوم الإنسانية في تونس، إن نتائج حكم حركة النهضة في تونس، كانت سلبية، حيث حدث تراجع في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ما أدى إلى عزلتها الحالية واستحالة محاولات رجوعها مرة أخرى إلى المشهد.
الإخوان معزولة اجتماعيًا ومنبوذة سياسيًا ومتصدعة تنظيميًا
وأضاف: «حركة النهضة الإخوانية بتونس وجدت نفسها بعد خروجها من الحكم في 25 يوليو الماضي معزولة اجتماعيًا ومنبوذة سياسيًا ومتصدعة تنظيميًا»، مشيرًا إلى أن المجتمعات العربية اختبرت جماعة الإخوان، ومدى قدرتها على الحكم، وأصيبت بخيبة أمل كبيرة، من قدرة حركات الإسلام السياسي على الحكم.
وتأتي الندوة كجزء من مؤتمر «تريندز» السنوي الثاني حول الإسلام السياسي الذي يحمل عنوان «مشروع التمدد الإخواني، حدود التراجع والمآلات»، الذي يناقش عبر ندوات مختلفة الوضع الحالي الذي تعيشه جماعات الإسلام السياسي وفي القلب منها «الإخوان» في العالمين العربي والأوروبي، ومدى قدرته على إعادة نفوذه إلى الواجهة مرة أخرى.