مؤسسة الملتقى: التصوف مدرسة تسعى لتقديم رؤية شمولية للتربية المتكاملة
شاركت مؤسسة الملتقى العالمي للتصوف في فعاليات ليلة الوصال الصوفية رقم 83، والتي تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية بالمملكة المغربية، بمشاركة عدد كبير من الباحثين والمفكرين.
وطالبت مؤسسة الملتقى على لسان رئيسها الدكتور منير القادرى، رئيس المؤسسة، خلال مشاركته فى فعاليات ليلة الوصال الصوفية رقم 83، بتضافر الجهود بين إدارة المدرسة، والمدرس، والأسرة، ومؤسسات المجتمع ومجالس التربية الصوفية، موضحًا أن "التكامل في العمل يقودنا إلى التوافق، ويخلصنا من الأفكار غير السليمة، ويبعدنا عن السلوكات غير المقبولة، فنسلم من ثقافة الآخر التي لا تنسجم مع تربيتنا وثقافتنا، حينئذ نبني شخصية واضحة تخلو من التناقضات"، وأضاف أن العلاقة بين القيم والتربية علاقة متبادلة ذات تأثير وتأثر.
وأشارت المؤسسة، إلى أن التعليم يعتبر من أهم المهن التي تتطلب أسسًا ومبادئ يعتمد عليها في وضع مناهجه وتأدية رسالته، وهو طريق التنمية في الحياة، لما له من المخرجات العلمية الفاعلة في جوانب شتى لدفع عجلة التنمية، مبينة أن الأخلاق عنوان صلاح الأمم والمجتمعات ومعيار فلاح الشعوب والأفراد، وشددت على أن أي أمة ترغب في التقدم والنمو يجب أن تصب جهودها وخططها المستقبلية على تربية الإنسان.
وبينت أن التربية على مكارم الأخلاق تستلزم مصاحبة الأخيار والصادقين، وأهل الأخلاق الفاضلة والتدرج في مسالك السالكين إلى حضرة رب العالمين، موضحة أن الشيخ المربي الدال على الله، المتخلق بأخلاق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هو القدوة، يأخذ عنه المريد الأخلاق عمليًا، فتصبح سلوكًا وحالًا، وهذا هو أثر الأخوة الصادقة، والرفقة الحسنة، مستدلة بقوله تعالى في الآية 119 من سورة التوبة "يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ"، وسلطت الضوء على تأكيد الطرق الصوفية منذ نشأتها، على ثمرات صحبة الشيخ العارف بالله في تهذيب النفوس.
وأضافت مؤسسة الملتقى، أن التصوف مدرسة تسعى إلى تقديم رؤية شمولية للتربية المتكاملة تعتمد التربية على القيم الروحية والأخلاقية أساسًا لبناء شخصية الإنسان المتكامل جسديًا وعقليًا وروحيًا انفعاليًا ووجدانيًا، وجعله شخصًا مبدعًا ومتكاملًا في استثمار ما اكتسبه من علم ومعرفة لخيره ولخير المجتمع، موضحة أن الصالح العام لبلدنا مملكة المغرب ومستقبل الأمة الإسلامية والبشرية جمعاء يقتضي أن تتضافر جهود جميع الفاعلين من طرق الصوفية ومؤسسات عمومية ومعاهد وجامعات وخبراء، من أجل هدف واحد هو إعداد جيل قادر على رفع تحديات المستقبل.
وختم رئيس مؤسسة الملتقى مداخلته بالتأكيد على أهمية المبادرات الملكية والورشات الكبرى الرامية إلى بلورة النموذج التنموي الجديد الذي يهدف إلى تحديث المنظومة التعليمية والتربوية وتعزيز المشاركة الفاعلة والرؤية التشاركية بين كافة الفاعلين في هذا القطاع إلى جانب الشباب، وضمان إدماجهم ومشاركتهم الفاعلة في المشروع التنموي الجديد بطموح مشترك من أجل مغرب مزدهر ومنفتح على محيطه تحت القيادة الراشدة لـ"الملك محمد السادس".