احذر شراء الأدوية «أونلاين»: مغشوشة وتسبب الوفاة
تحذير مستمر تطلقه هيئة الدواء المصرية تشدد فيه على أهمية شراء الأدوية من الأماكن المعتمدة والمرخصة مثل الصيدليات، محذرة من شراء أي أدوية من خلال الإعلانات التي تروج لها وسائل التواصل أو القنوات المرئية أو المسموعة، لأن هناك صعوبة في معرفة العبوات المغشوشة والأصلية وعدم القدرة على تميز بينهم.
وتوضح في تحذيراتها خطورة استخدام الأدوية المغشوشة التي تسبب العديد من المشاكل الصحية على الأشخاص الذين يتناولونها، موضّحة الآثار الجانبية التي يمكن أن تسببها هذه الأدوية على صحتهم نظير ما تحتويه من مواد كيميائية خطيرة.
الأدوية المغشوشة تسبب التسمم وتفاعلات خطيرة على الكبد.
وعلق د.محمد أبو عامر، أستاذ علم المناعة، على هذه التحذيرات قائلًا إن انتشار الأدوية دون المستوى غير المطابقة للمواصفات والمغشوشة يمثل مشكلة صحية عامة كبيرة؛ لأن هذه الأدوية يمكن أن تكون غير فعالة وضارة ويمكن أن تطيل الأمراض وتسبب التسمم أو تؤدي إلى تفاعلات خطيرة على الكبد والكلى والمخ داخل جسم الإنسان، خاصة في الأطفال وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة، موضحًا أن أكثر أنواع هذه الأدوية المغشوشة انتشارًا هو مضادات الملاريا والمضادات الحيوية والمكملات الغذائية بنسبة تتعدى ٥٠٪.
أوضح أبو عامر، لـ"الدستور، أن الأدوية المغشوشة رديئة الجودة تعتبر أحد العوامل المهمة المسببة في ارتفاع معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة، لكن للأسف يتعذر تمييز الأدوية المغشوشة عن المنتجات الحقيقية ويكون التغليف وشكل العبوات جيدا إن لم يكن أفضل من الأصلية، مضيفًا أن ذلك يرجع إلى أن الأطر القانونية الضعيفة أو غير المتسقة وعدم وجود لوائح واضحة لمكافحة المبيعات التي تتم في الغالب عبر الإنترنت أو في أماكن غير رسمية مما يزيد من حجم المشكلة.
وأشار أستاذ علم المناعة إلى أن طبقا لتقارير العالمية تبلغ قيمة تجارة المستحضرات الصيدلانية المغشوشة التي توزع وتباع من خلال نحو 200 مليار دولار سنويًا في جميع أنحاء العالم وتعد أفريقيا (منها مصر بالطبع) من المناطق الأكثر تضرراً وذلك بحسب تقديرات جهات WHO & FDA المتخصصة في قطاع صناعة الأدوية.
وذكر أن 50% من مجمل الأدوية المغشوشة المنتشرة في الأسواق التي تم الإبلاغ عنها بين عامي 2020 و 2021 كانت في أفريقيا، وتقدر التقارير الصادرة من الـ WHO & FDA أن واحدًا من بين كل 10 منتجات طبية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل منها مصر بحسب التقارير يعتبر دون المستوى الطبي اللازم أو مغشوشا بالمعنى الأصح.
إحصائيات الوفاة بسبب الأدوية المغشوشة
تابع "هناك نتائج دراسة تحليلية طبية أوضحت أن المواصفات الأقل من المستوى المطلوب أو المغشوشة يمكن أن تسبب 116000 حالة وفاة إضافية من المرض سنويًا كما تكلف المرضى والأنظمة الصحية نحو 38.5 مليون دولار في العام، وتضيف بعض الدراسات أن أكثر من 122000 طفل دون سن الخامسة يموتون كل عام بسبب عقاقير مغشوشة في أفريقيا.
الأدوية المغشوشة قد تكون فاسدة
فيما حذر الدكتور عبداللطيف المر، أستاذ الصحة العامة من شراء الأدوية من خلال وسائل التواصل والتي تقوم فيها صفحات غير معلومة المصدر والهوية بعرض بيع هذه العقاقير، مؤكدًا أن هذا الأمر يمثل جريمة في حق المواطنين بداية من تداول الأدوية بشكل غير قانوني وممارسة مهنة دون تراخيص وأهمها تعريض حياة المواطنين للخطر.
وأوضح المُر، لـ"الدستور"، خطورة الاعتماد على أدوية يتم تداولها أو بيعها من خلال مواقع التواصل أو أي وسيلة غير الصيدلية فمن الممكن أن تكون منتهية الصلاحية ويعاد تجديد العبوة فقط، أو أن يكون تخزينها غير سليم مما يقلل من فعاليتها وتصبح خطيرة على صحة الإنسان، أو أن تكون غير معلومة المصدر ومن الممكن ومن هنا تظهر منتجات مصانع بير السلم التي تسبب الكثير من الضرر.
وذكر أنه من من الخطورة شراء أدوية مجهولة المصدر والتي تتم من خلال مصانع بير السلم، ويتم وضعها في العبوات المشابهة للأدوية الحقيقية ويتم التزوير فيها ويتم بيعها على أنها جديدة، ويتم بيعها بأسعار مخفضة عن سعرها الحقيقي، والكارثة الأكبر أن تُباع بنفس سعرها الأصلي حتى لا يشك أحد بها.