المديرة العامة لليونسكو: اللغة العربية وسيلة للتعبير عن القيم الثقافية والفنية
يحتفي العالم في 18 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، ووقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد للاحتفاء باللغة العربية لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة.
وقالت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولايت، إن البحث في اللغة العربية والتواصل الحضاري خلال احتفال اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية لهذا العام من أجل التنويه بثراء تاريخ اللغة العربية العريق وبالمنافع التي عاد بها على البشرية، ويؤكد هذا الأمر تمسك اليونسكو بالأسس التي أقيم عليها بنيان المنظمة قبل 75 عامًا، فما زالت اليونسكو منذ ذلك الحين ملتزمة بأحكام ميثاقها التأسيسي الذي ينص بوجه خاص على "تنمية العلاقات ومضاعفتها بين الشعوب تحقيقًا لتفاهم أفضل بينها، ولوقوف كل شعب منها بصورة أدق وأصدق على عادات الشعوب الأخرى".
وأوضحت أزولايت، في رسالة خاصة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، والذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام، إن اللغة العربية تعد وسيلة للتعبير عن القيم الثقافية والفنية والاجتماعية لما يزيد على 420 مليون نسمة من سكان العالم، فضلًا عن كونها وسيلة للتواصل بين الناطقين بها في جميع أرجاء العالم، ولذلك يجري الاحتفال، في 18 ديسمبر من كل عام، باليوم العالمي للغة العربية وبالتراث البديع لهذه اللغة وبتأثيرها الفعال".
وشددت على أن "بناء جسور التواصل بين الحضارات، وكذلك بين الشعوب، بات أمرًا ممكنًا ومتاحًا، بل أمرًا ضروريًا وحتميًا، في الظروف الراهنة التي تسودها العولمة السريعة والتطور الهائل في وسائل الاتصال والتواصل".
وتابعت: "جادت اللغة العربية على العالم أيضا بثروة أدبية رائعة تضم التراث الشفهي للشعر العربي على وجه الخصوص، فما زالت قصائد امرئ القيس وقصائد أبي نواس تأسر القلوب وتخلب الألباب وتنير العقول، وزاد الطابع المميز للخط العربي النصوص العربية المكتوبة جمالا على جمالها وحسنا على حسنها، وأرسى الأسس اللازمة لنشأة وتطور الكثير من أساليب وتقنيات الخط".
ومضت قائلة: "أدرج الخط العربي مؤخرا في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية إقرارا بثراء تاريخ اللغة العربية العريق، ولا تقتصر أغراض الإدراج في هذه القائمة على التنويه بالمهارات والأساليب، بل تضم أيضا حفظ المعارف وتمكين الشباب والأجيال المقبلة من تخليد هذا التراث الفريد".
وأكدت: "كان للغة العربية، على مر القرون، مكان الصدارة في عمليات التبادل بين سكان مختلف القارات وبين أصحاب مختلف الثقافات، وساهمت اللغة العربية، التي يعيش معظم الناطقين بها في منطقة تشكل ملتقى طرق أفريقيا وآسيا وأوروبا، والتي كانت لغة العديد من الشعراء والمفكرين والباحثين والعلماء العظماء، مساهمة مؤكدة في إثراء لغات أخرى كاللغة السواحلية والتركية والإسبانية والفرنسية، ولغات أخرى كثيرة، فقد جرى وضع الكثير من مصطلحات الرياضيات والبصريات والطب وغيرها من المصطلحات التقنية باللغة العربية، وما زالت لغات أخرى تستخدم هذه المصطلحات حتى يومنا هذا في جميع أرجاء العالم".