«المصرية لالتهاب الأمعاء» تدشن حملة للتوعية بأعراض الأمراض المناعية
دشنت الجمعية المصرية لالتهاب الأمعاء المناعية، حملة للتوعية بأمراض الأمعاء المناعية، مثل مرض كرون ومرض القولون التقرحي، والتوعية بأعراض تلك الأمراض وأهمية التشخيص المبكر لها وكيفية التعايش معها، والتي تتيح الفرصة للمرضى للتعبير عن احتياجاتهم خاصة من بعد إنشاء جمعية لهم وتشمل الحملة التوعوية "بنحب الحياة" أنشطة متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي شهدت اقبالاً كبيراً من المؤثرين والشخصيات العامة على مدار الأشهر الماضية.
وقال الأستاذ الدكتور عزت علي، أستاذ أمراض الجهاز الهضمي، كلية الطب جامعة الأسكندرية والرئيس المنتخب للجمعية المصرية لالتهاب الأمعاء المناعية المختصة بمرض كرون والتهاب القولون التقرحي، إن الإحصائيات تُظهر أن ما يقرب من 36% من مرضى التهاب الأمعاء المناعية سيعانون لمرة واحدة على الأقل خلال حياتهم من أعراض خارج الجهاز الهضمي، مثل التهابات الجلد والعين والمفاصل.
وبالنسبة لمرض كرون، فالتأخر في تشخيص المرض يعد مرتبطاً بزيادة مخاطر المضاعفات الناتجة عنه. فقد أثبتت الدراسات أن 70% من مرضى كرون يتأخر تشخيصهم لمدة تزيد عن سنة، وأن 51% يصابون بضيق في الأمعاء، وأن 13% من المرضى يصابون بنواصير حول الشرج، بالإضافة إلى احتياج 38% من مرضى كرون و19% من مرضى التهاب القولون التقرحي لدخول المستشفى في خلال ثلاث سنوات سابقة وهو المدي الزمني لتلك الدراسة.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 20% من مرضى كرون سيحتاجون إلى جراحة في غضون 5 سنوات من التشخيص، وحوالي 40% سيحتاجون للجراحة في غضون 10 سنوات.
وطبقاً للإحصاءات العالمية، فإن تلك الحالات التي تحتاج للجراحة ترتفع تكلفة رعايتهم بشكل كبير جداً مقارنة بالذين لا يحتاجون للجراحة، علمًا بأن الجراحة في مرض كرون ليست حلاً قاطعاً للعلاج ولها عواقب سلبية. أما بالنسبة لمرضى التهاب القولون التقرحي، فيحتاج حوالي 20% من المرضى إلى الاستئصال الجراحي للقولون في حالة التشخيص المتأخر أو عدم تلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب لفترة مناسبة.
فمن هنا تأتي ضرورة التشخيص المبكر والعلاج المبكر-في غضون 18 شهر من التشخيص- و لفترة مناسبة طبقاً للبروتوكولات العالمية حيث يمكن أن يحسن ذلك من تلف الأمعاء وقد يعيدها الي طبيعتها قبل الإصابة بالمرض ويقلل من احتمالية الحاجة لاستئصالها.
كما يساعد الكشف المبكر في منع مضاعفات المرض مثل النواصير والأورام، وكذلك يحد من تأثيره السلبي على الصحة العامة والنفسية للمرضى مما يأثر بالسلب علي انتاجيتهم.
وبالتالي تأتي أهمية الكشف والعلاج المبكر لتعود بالنفع على المريض والمجتمع واقتصاديات الدول ولتحسين جودة حياة المريض بشكل سريع وممتد.
وعلى ذات الصعيد، قال الأستاذ الدكتور حسين الأمين، أستاذ أمراض الجهاز الهضمي بجامعة أسيوط والرئيس الحالي للجمعية المصرية لالتهاب الأمعاء المناعية المختصة بمرض كرون والتهاب القولون التقرحي، إن المرض يؤثر بقوة على القدرة الإنتاجية للمريض بسبب الأعراض التي يعاني منها مثل الإسهال الشديد والمصحوب في أحيان كثيرة بنزيف، بالإضافة إلى آلام بالبطن وفقدان للوزن، ولذلك فإن مريض التهاب الأمعاء المناعية يعاني من خسائر كبيرة في إنتاجيته بسبب نشاط المرض، إذ يفقد المرضى حوالي 22 ساعة عمل كل شهر، وقد أثبتت الدراسات أن 53% من مرضى التهاب الأمعاء المناعية أبلغوا عن تأثر انتاجيتهم في العمل نتيجة لمرضهم ، كما يحتاج أكثر من 80% منهم لتعديل أماكن العمل لتتلائم مع حالتهم الصحية.
أما بالنسبة للتأثير النفسي، فإن هؤلاء المرضى يعانون من الإكتئاب والقلق المستمر، بالإضافة إلى معاناة 46% منهم من إرهاق شديد نتيجة المرض. ولذلك فإن الإحصائيات العالمية تؤكد أن السيطرة على المرض وعلاجه مبكراً و لفترة مناسبة يخفضان إجمالي التكلفة الغير المباشرة للمرض بنسبة 60%، ولابد هنا وأن نشيد باهتمام الدولة بهؤلاء المرضى من خلال توفير أحدث الأدوية البيولوجية لعلاجهم في هيئة التأمين الصحي مما يساهم في رفع العبء عن هؤلاء المرضى ومساعدتهم للعودة لحياتهم الطبيعية والعملية.
وقالت الأستاذة مروة رضوان، مناصرة مرضى التهاب الأمعاء المناعية في مصر ورئيس المجموعة المصرية لهذا المرض داخل الجمعية: "هناك وجه آخر لأهمية وصول صوت المريض. ففي مختلف بلدان العالم يوجد جمعيات مناصرة للمرضى تقوم بأعمال المناصرة والدعم لحقوق المرضى، مع مؤسسات الإتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية، لضمان إدراج احتياجات المرضى ووضع أولاوياتهم بعين الإعتبار في عملية صنع القرار والمبادرات الصحية الأخرى ذات الصلة، وهو ما دعانا لإنشاء جمعية تهدف لإيصال صوت المرضى للنظام الصحي والمطالبة بحقوقهم، كما نقوم كجمعية لمناصرة المرضى بأنشطة بناء القدرات مثل الندوات التعليمية وورش عمل تثقيفية على المستوى الجمهورية".