«أحجيوج»: ليل طنجة عن فرادة أسلوب المقاومة الذي ابتكره الخطابي
قال الكاتب الروائي المغربي محمد سعيد أحجيوج، إنه بعد أزيد من عشر سنوات من الانقطاع عن الكتابة الأدبية عاد حماسي للكتابة، وسكنني آنذاك هاجس كتابة رواية تاريخية، الفكرة الأبرز كانت كتابة رواية عن معركة أنوال، التي تمكن خلالها جيش عبد الكريم الخطابي المتكون من المقاومين المتطوعين دحر الجيش الإسباني الكبير عددا وعدة.
وتابع «أحجيوج» في تصريحات لــ«الدستور»، عن روايته «ليل طنجة.. الرواية الأخيرة»، والصادرة أمس عن دار العين للنشر والتوزيع: «لكن حين عدت لقراءة الروايات العربية والحديثة صادفت ذلك الكم الرهيب مما يفترض أنه روايات تاريخية صرفت نظري عن الموضوع. غير أن معركة أنوال بقيت حاضرة في فكري، بأمجادها وفرادة أسلوب المقاومة الذي ابتكره الخطابي، لذلك حين بدأت كتابة «ليل طنجة»، وجدتها فرصة مناسبة للتطرق للمعركة، لكن من زاوية محدودة وهي مأساة الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا التي استخدمتها إسبانيا في حرب الريف ردا على هزيمتها التي وصفت عندهم بالكارثية».
وأوضح: «تبين بعد سنوات الضرر الفادح لغاز الخردل الذي استخدمت، وكيف تسبب بالسرطان لأجيال متلاحقة من سكان الريف. مرض السرطان صار هو الهيكل الذي يربط عناصر الأحجية في "ليل طنجة - الرواية الأخيرة"، وهي أحجية، أو لنقل متاهة، تخوض في عوالم الجنون والهلوسات، وبطبيعة الحال الليل في طنجة. كما أن الكتابة نفسها، فعل الكتابة، عنصر أساسي من حبكة وبناء هذه الرواية».
ومن جانبها عبّرت الناشرة دكتورة فاطمة البودي عن سعادتها لصورة رواية ليل طنجة: “أنا سعيدة أننا أخيرا أصدرنا رواية ليل طنجة، بعد تأخر اضطراري بسبب الوباء الذي اجتاح العالم وتضررت منه صناعة النشر كثيرا، أنا متحمسة كثيرا لهذه الرواية، وأتوقع أن تحقق صدى طيبا عند القراء وترحيبا من لدن النقاد”.
وتابعت "البودي" لـ«الدستور»: ليل طنجة رواية قصيرة محكمة البناء ومكثفة يأخذنا الكاتب من خلالها في رحلة عبر مواضيع مختلفة لا تبدأ بالصراع العربي الإسرائيلي ولا تنتهي بمعركة أنوال في الشمال المغربي وقصة الأسلحة الكيماوية التي استخدمتها إسبانيا، تحت صمت دولي، للقضاء على مقاومة المتطوعين في جيش عبد الكريم الخطابي الذي كسر شوكة الاستعمار الإسباني.
تتعدد ثيمات الرواية وتتنوع، ويتركز الصراع الداخلي لبطل الرواية حول الفقد؛ فقد الأم وفقد الحبيبة، وأما الحبكة الأساسية التي تحرك الأحداث فتتركز حول رحلته الليلية بحثا عن بديل للحبيبة، وخلال ذلك نكتشف قيمة الرحلة وكيف أنها أهم من الوصول. الوصول إلى النهاية يعيدنا إلى بداية الرواية بأسئلة جديدة ورؤية مختلفة لقراءة ثانية محملة باحتمالات متناقضة، قد لا يكون أي منها صحيحًا وقد تكون جميعها صحيحة، ويبقى مرض السرطان هو الهيكل الذي يربط عناصر الأحجية في هذه الرواية.
"ليل طنجة.. الرواية الأخيرة" المتوجة بجائزة إسماعيل فهد
وتعد "ليل طنجة"، الرواية الثالثة للأديب المغربي محمد سعيد احجيوج «ليل طنجة – الرواية الأخيرة»، التي سبق أن تُوجت بجائزة إسماعيل فهد إسماعيل للرواية القصيرة، التي أشرفت على تنظيمها دكتورة فاطمة البودي، مديرة دار العين، بشراكة مع المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب، بدولة الكويت.
يشار إلى أن الروائي محمد سعيد احجيوج قد أصدر من قبل مجموعتين قصصيتين، "أشياء تحدث «2004»، و"انتحار مرجأ «2006»، وسبق له الفوز بثلاث جوائز شعرية، ساهم في تأسيس مجلة "طنجة الأدبية" سنة 2004 ورأس تحريرها لفترة، قبل أن يتفرّغ لبعض المشاريع الأدبية والثقافية الأخرى.
صدرت له في القاهرة، ديسمبر 2019، نوفيلا "كافكا في طنجة" التي ستصدر ترجمتها الكردية هذا الشهر، كما سبق أن ترجم فصلها الأول إلى العبرية والإيطالية والإنجليزية.
كما صدرت له في بيروت، أكتوبر 2020، رواية "أحجية إدمون عَمران المالح"، عن دار هاشيت أنطوان/نوفل، التي لقيت احتفاء نقديا بارزا.
وستكون روايته المتوجة "ليل طنجة" في المكتبات ابتداءً من معرض القاهرة الدولي للكتاب، دورة 2022.