تمويلات مشبوهة.. تحقيقات النيابة مع حسن راتب في «الآثار الكبرى»
قرر المستشار حمادة الصاوي النائب العام، إحالة رجل الأعمال حسن راتب وعلاء حسانين، النائب البرلماني السابق، و21 متهمًا آخرين، إلى محكمة الجنايات، في اتهامهم بالتنقيب عن الآثار، وعقب قرار الإحالة نستعرض أقوال حسن راتب والمتهمين في القضية.
وقال رجل الأعمال حسن راتب إن الاتهامات الموجهة له من قبل المتهمين كيدية، معللًا ذلك بسبب خلافات مالية، بينهم ودعاوى قضائية متداولة في المحاكم ردا على أقوال شقيق النائب علاء حسانين الذي أكد فيها أن رجل الأعمال المعروف مول عمليات التنقيب ودفع ثمن الأجهزة وكان على علم بكل ما يحدث من أعمال تنقيب عن آثار وغيره.
وكشفت التحقيقات أن هناك تحويلات مالية قديمة بين راتب وعلاء منذ عام ٢٠١٣ حتى الآن بملايين الجنيهات وأرجحت التحريات أن هذه الأموال نتيجة عمليات تمويل التنقيب عن الآثار.
كما أثبتت النيابة أنه جرت عدة تعاملات بنكية بين الاثنين مؤخرا وأرجعها رجل الأعمال حسن راتب أنها بسبب تعاملات في مجال الاستثمار العقاري نتيجة شراء أراضي في دبي من مستثمرين ويكون هو وعلاء وسطاء.
وكشفت اعترافات شقيق النائب السابق علاء حسانين، خلال التحقيقات، عن العلاقة بين أفراد التشكيل العصابي ورجل الأعمال حسن راتب، بأنه تورط مع شقيقه في البحث عن الآثار، مضيفًا أن «راتب» كان يساعده على إيجاد الأماكن للبحث عن التماثيل والآثار القديمة مقابل مبلغ مالي عن كل عملية وعن المعدات التي كان يدفع لها مقابل جلبها له وأنهما ينقبان عن الآثار منذ 5 سنوات.
وأن رجل الأعمال المعروف هو الممول الكبير لتلك العمليات وكان يتربح منها ملايين، لكن توجد خلافات مادية بينهم نتيجة شيكات بنكية ومعاملات مالية مؤخرًا.
وأقر بأن شقيقه علاء حسانين استخدم في عمليات التنقيب عن الآثار، أدوات التنقيب والحفر العادية إلى جانب استخدام أحدث وسائل التنقيب من بينها جهاز الكشف عن الآثار ويبلغ نحو 3 ملايين جنيه وموتور لرفع المياه وعدد من الفؤوس، وعن طريق «جلب البخور»، وكانوا يطلقون على «راتب» الراجل «البركة»، ظنا منهم أن استخراج القطع الأثرية كان بفضل بركة ودعواته.
وذكر شقيق حسانين أن «راتب» كان وراء عملية التمويل الأخيرة التي ضبطوا فيها عقب التنقيب على الآثار في منطقة مصر القديمة، وعثُر خلالها على 201 قطعة آثرية، وأنه كان على علم بكل صغيرة وكبيرة تحدث بين المجموعة، لا سيما أن شقيقه «علاء» كان يعمل على الاستدلال عن المناطق الأثرية في محافظة الجيزة بالقاهرة الكبرى، عن طريق العلامات والإشارات والخرائط والرموز التي يكون بعضها علامات محفورة أو بارزة أو جدران الجبال أو أسقف المغارات، ولها مدلولات يعلمها بحكم خبرته.
وكشفت تحقيقات النيابة مع النائب السابق علاء حسانين المتهم عن اعترافات تفصيلية للمتهم تضمنت قيامه بخداع ضحاياه وإيهامهم أن المكان الذي حفروا فيه به «جن وعفاريت» للنصب عليهم، وأن ضحاياه متأكدون أنه كان يٌسخر الجن لخدمتهم والربح من ورائه، وأنه يختار بعناية من يعملون معه في التنقيب، مؤكدا أن الربح كثير وبالملايين من جراء تلك العمليات.
وأوضحت التحقيقات أن علاء حسنين النائب البرلماني السابق المعروف إعلاميا بـ«نائب الجن والعفاريت» سبق اتهامه في 4 قضايا مماثلة من بينهم قضية نصب واحتيال على رجل أعمال شهير يمتلك قناة فضائية.
وأضافت التحقيقات أن «نائب الجن والعفاريت» يتزعم عصابة للاتجار في الآثار، ويقوم بتمويل وتوفير الدعم اللازم للعصابة وتجميع القطع الأثرية تمهيدًا لتهريبها.
كانت معلومات وردت لقطاع أمن القاهرة عن قيام تشكيل عصابي بنهب ثروات الوطن والاتجار بالآثار واعتزام تهريب القطع الأثرية خارج البلاد بالمخالفة للقانون.
وأكدت التحريات قيام المتهمين بالتنقيب في عدة محافظات من بينها القاهرة والجيزة وتجميع القطع الأثرية داخل أحد المخازن؛ تمهيدًا لبيعها وتهريبها خارج البلاد وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث مكبرة لكشف الملابسات وملاحقة المتهمين.
وبالعرض على النيابة العامة أمرت بضبط وإحضار المتهمين في الواقعة وإعداد مأمورية أمنية داهمت أوكار المتهمين، وعثرت على كمية كبيرة من القطع الأثرية تقدر بنحو 201 قطعة.