دراسة: التحول الرقمي مفتاح تعزيز قدرات نمو الشركات الصغيرة في الشرق الأوسط
كشف دراسة حديثة، عن تقنيات المدفوعات الإلكترونية والشركات الصغيرة، أن الشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ترى بأن التقنيات الرقمية هي عنصر أساسي للحفاظ على قدرتها التنافسية وسط بيئة تجارية واقتصادية متغيرة.
وأظهرت الدراسة أبرز فوائد الاقتصاد غير النقدي من وجهة نظر الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة تتمثل في القدرة على الوصول إلى الإيرادات بصورة أسرع (44%). ومن بين الفوائد الأخرى التي حددتها هذه الشركات، هناك السهولة الناجمة عن عدم الحاجة للتعامل بالنقد (50%)، وتوفر وسائل أكثر راحة للدفع للموردين وسداد أجور الموظفين (50%). وبشكل عام، تعتقد 67% من الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة بأن للتجارة الرقمية تأثير إيجابي على أعمالهم.
وبيّنت الدراسة الصادرة عن ماستركارد العالمية، أن التقنيات الرقمية قد تقدمت على مستوى العالم منذ العام 2018، إلا أنها كانت أكثر استقطابًا للشركات الكبرى والمؤسسات المالية، وليس للشركات الصغيرة والمتوسطة. إلا أن اعتماد هذه التقنيات تسارع خلال عامي 2020 – 21، لتمكين استمرارية الأعمال، حين سعت 70% من الشركات الصغيرة والمتوسطة في العالم لزيادة استخدام التقنيات الرقمية نتيجة القيود المفروضة مع تفشي الجائحة.
وتابعت الدراسة “ثقة الشركات الصغيرة والمتوسطة عن أساليب الدفع الرقمية التي تستخدمها الشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والتي شملت الهاتف المحمول (59%) والإنترنت (49%) والبطاقات (48%)”.
ويمكن أن يعود إدخال التقنيات الرقمية على عمليات الشركات الصغيرة والمتوسطة بفوائد أخرى كثيرة مثل توليد البيانات التي تحتاج إليها المؤسسات لاعتبار الشركات الصغيرة والمتوسطة كيانات تجارية ذات إمكانات حقيقية، والقدرة على اتخاذ قرارات ائتمانية أكثر استنارة. وبذلك يمكن للشركات الصغيرة من دخول النظام المالي الرسمي.
ويبدو بأن هناك توجهًا متزايدًا من الشركات الصغيرة والمتوسطة نحو إدراك الفوائد العملية للتحول الرقمي في العمليات اليومية، بدلًا من النظر لهذه التقنيات على أنها مشروع مستقبلي بعيد المدى. وهناك أسباب قوية وراء ذلك، فقد أظهرت البيانات بأن 41% من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي نفذت مبادرات التحول الرقمي حققت نموًا أكبر في الإيرادات خلال العام 2020، مقارنة بتلك التي لم تتبن مثل هذه المبادرات.
ووجدت الدراسة بأن الشراكات تلعب دورًا رئيسيًا في رحلة التحول الرقمي للشركات الصغيرة والمتوسطة. ويعتبر بناء شركات صغيرة مستقرة ومتنامية ومتصلة أداة أساسية لتعزيز الشمول المالي في المجتمع بأكمله.
وعلى الرغم من استمرار تداعيات جائحة كوفيد-19، إلا أن الشركات الصغيرة في الشرق الأوسط وأفريقيا تستعيد الثقة. حيث وجد مؤشر ثقة الشركات الصغيرة والمتوسطة في الشرق الأوسط وإفريقيا فان 74٪ من الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة متفائلة بشأن النمو المستقبلي، مدفوعة بالإمكانيات الرقمية وتحسن قدرات الاستفادة من البيانات والحصول على التمويل وتحسين المهارات.
وتشير تقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن ما يصل إلى 70٪ من الشركات الصغيرة والمتوسطة على مستوى العالم كثفت استخدامها للتقنيات الرقمية في أعقاب تفشي الجائحة. ومع ذلك لا يزال هناك الكثير من الثغرات في اعتماد التقنيات الرقمية بين هذه الشركات، ومن بين التحديات التي يتوجب معالجتها، هناك الوصول إلى البنية التحتية المناسبة والافتقار إلى ثقافة البيانات والوعي الرقمي، والثغرات المتعلقة بتمويل تكاليف التحول الرقمي وغيرها الكثير.
ويشكل الحصول على التمويل مصدر قلق رئيسي للشركات الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء العالم، حيث تقدر مؤسسة التمويل الدولية بأن احتياجات التمويل غير الملباة تبلغ 5.2 تريليون دولار سنويًا.