ابتكار منظومة ذكاء اصطناعي لمساعدة المسيرات على الإبحار في المحيطات
ابتكر باحثون من معهد كالتيك للتكنولوجيا وجامعتي هارفارد وإي.تي.إتش زيوريخ في الولايات المتحدة وألمانيا على الترتيب منظومة للذكاء الاصطناعي، تسمح للغواصات المسيرة ذاتية التوجيه بالاستفادة من التيارات البحرية للملاحة في البحار والمحيطات، بدلا من الاضطرار للسباحة ضد التيار.
ونقل الموقع الإلكتروني "فيز دوت أورج" المتخصص في التكنولوجيا عن الباحث جون دابيري المتخصص في مجال الهندسة الميكانيكية وعلوم الطيران في معهد كالتيك الأمريكي قوله: "عندما نريد من الروبوتات استكشاف أعماق المحيطات، لاسيما في صورة أسراب، فمن شبه المستحيل التحكم بها باستخدام عصاة تحكم من مسافة 20 ألف قدم على السطح"، مضيفا: "كما لا يمكننا تغذيتها بالبيانات اللازمة بشأن التيارات البحرية في الأعماق، لأننا لا نستطيع رصدها من أعلى".
واستطرد قائلا: "وبدلا من ذلك، فإننا بحاجة إلى غواصات مسيرة يمكنها الاعتماد على نفسها واتخاذ القرارات من أجل تحريك وتوجيه نفسها في الأعماق".
وجرى اختبار منظومة الذكاء الاصطناعي الجديدة لتوجيه الغواصات المسيرة بواسطة المحاكيات الحوسبية، كما طور فريق الدراسة روبوتا صغيرا بحجم كف اليد يعمل بواسطة معادلة خوارزمية للذكاء الاصطناعي تعمل على رقاقة إلكترونية ضئيلة الحجم. ومن الممكن استخدام هذه الرقاقة لتشغيل المسيرات سواء على الأرض أو على كواكب أخرى.
واعتمد الباحثون في ابتكار منظومة الذكاء الاصطناعي على شبكات التعلم المعزز، التي لا تعتمد على المعلومات سابقة التنزيل، بل يمكنها الاستفادة من المعلومات الجديدة بمجرد الحصول عليها، وهو ما يساعدها في اتخاذ القرارات بشكل عاجل بناء على الظروف المتغيرة.
كما يمكن تنزيل برنامج التشغيل على أجهزة الكمبيوتر الأصغر، حيث أن فريق الباحثين قاموا بتشغيل البرنامج على وحدة تحكم صغيرة لا يزيد سعرها عن ثلاثين دولارا، ولا يزيد معدل استهلاكها للطاقة عن نصف وات.
ويرى الباحثون أن هذا الشكل من أشكال الملاحة يتشابه مع الطريقة التي تحلق بها النسور والصقور في السماء اعتمادا على التيارات الهوائية، حيث أنها تستمد الطاقة من هذه التيارات لتوجيه نفسها والوصول إلى الأماكن التي ترغب فيها، مع بذل أقل قدر ممكن من الجهد. وتوصل الباحثون إلى أن منظومة الذكاء الاصطناعي الجديدة يمكنها تعلم استراتيجيات للملاحة أكثر فعالية من الاستراتيجيات التي تعتمد عليها الأسماك الحقيقية في المحيطات.