الإفتاء ترد: ابنى عاق ولا يسمع كلامى وادعو عليه.. هل مذنبة؟
ورد سؤال من إحدى المتابعات عبر وسائل التواصل إلى دار الإفتاء المصرية، خلال البث المباشر على صفحتها، الذي تجريه يوميا للرد على كافة الاستفسارات للمواطنين، في مختلف الأمور الحياتية، يقول: ابني دائما لا يسمع كلامي، رافض حتى النصيحة منى وغصب عني أدعى عليه لأن تصرفاته تزعجبني، وبدعى في أوقات كتير جدًا، فهل أنا ذنب في ذلك؟
من جانبها، قالت الإفتاء ردًا على فتوى السائلة: "إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى الإنسان أن يدعى على ولده أو على نفسه أو ماله أو خدمه، فهناك بدائل أخرى غير الدعاء".
واستشهدت الدار بما جاء عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ» رواه مسلمٌ وأبو داود واللفظ له.
وأكدت الدار إلى أنه يحرم شرعًا الدعاء على النفس أو الولد أو الخدم أو المال من غير حاجةٍ، وإذا كانت هناك حاجة، كالتأديب ونحوه، فإن ذلك يكون مكروهًا، مع مظنة استجابة الدعاء في الحالتين.
واستدلت الدار بما جاء أيضا عن الإمام عبد الحميد الشرواني في حاشيته على "تحفة المحتاج في شرح المنهاج"(وَيُكْرَهُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى وَلَدِهِ، أَوْ نَفْسِهِ، أَوْ مَالِهِ، أَوْ خَدَمِهِ؛ لِخَبَرِ مُسْلِمٍ.. وَأَمَّا خَبَرُ: «إنَّ اللهَ لا يَقْبَلُ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ» فَضَعِيفٌ. "نِهَايَةٌ" وَ"مُغْنِي". قَالَ الرَّشِيدِيُّ: وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالدُّعَاءِ الدُّعَاءُ بِنَحْوِ الْمَوْتِ، وَأَنَّ مَحَلَّ الْكَرَاهَةِ عِنْدَ الْحَاجَةِ؛ كَالتَّأْدِيبِ وَنَحْوِهِ، وَإِلا فَاَلَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ بِلا حَاجَةٍ لا يَجُوزُ عَلَى الْوَلَدِ وَالْخَادِمِ).