القوافل الطبية
كيف ساهمت قوافل «حياة كريمة» في تحسين صحة المواطنين بالمحافظات؟
تُطلق وزارة الصحة بشكل دوري قوافل طبية تجوب المدن والقرى، ضمن مبادرة رئيس الجمهورية «حياة كريمة»، للكشف والعلاج المجاني للمواطنين، إذ جاء اهتمام الدولة بالقوافل الطبية لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين التي لا تتوافر لديهم خدمات طبية بشكل كامل، حيث تقف عربات القوافل الطبية بجانب الوحدات الصحية أو داخل مراكز الشباب بها جميع التخصصات التي يحتاج لها المواطنين كما توفر لهم أدوية مجانية.
«الدستور» مع إطلاق 3 قوافل طبية، اليوم، في محافظات الشرقية والبحر الأحمر والوادي الجديد، عرضت دورها في تحسين صحة المواطنين.
سعاد استعادت بصرها بعد عملية مياه بيضاء
عانت سعاد محمد من مشكلة في النظر، حتى كادت لا ترى بإحدى عينيها، وبعد توقيع الكشف الطبي عليها اتضح أنها مصابة بالمياة البيضاء، ولم يكن بمقدرتها إجراء العملية على نفقتها الخاصة لارتفاع ثمنها.
وقالت: «قالوا الريس عامل حملة تكشف على عيون الناس «نور حياة»، وعرفنا أنها ببلاش مدفعناش ولا مليم».
وأضافت، بعد تجهيز كل الأوراق المطلوبة والتي كانت صورة بطاقتها وكذلك عمل بحث اجتماعي والتأكد أنها تستحق المبادرة المجانية، وخلال 3 أسابيع فقط تم إنهاء الأوراق وتلقيت اتصال هاتفي يبلغني بالتوجه إلى المستشفى لإجراء العملية.
السعدي: القافلة الطبية متواجدة دائما
في قرية القلمينا بمحافظة قنا، تقف القافلة الطبية إلى جوار الوحدة الصحية بالقرية، وقال حازم السعدي، أحد السكان، إن الأطباء يوفرون كل المساعدات للمواطنين، فمن يحتاج لعملية جراحية يتم تحويله لأقرب مستشفى، ومن يحتاج أدوية يتم صرفها بالمجان.
وأضاف، «أنا كنت أحد المستفيدين فكنت أحتاج عملية جراحية في قدمي، لتركيب شرائح ومسامير، وهو ما وفرته القافلة»، دون أن يذهب إلى مقرها، موضحًا: «أرسلت لهم التقارير الطبية على الواتساب، وتواصل معي المسئول عن القافلة، وحضر إلى منزلي من أجل الترتيب العملية».
ممرضة بالقوافل الطبية: نقدم جميع الخدمات بالمجان
زينب عوض، مشرفة تمريض بالقوافل التي تجوب القرى الأكثر فقرًا، قالت: «كل طبيب يكون معه فرد تمريض لقياس الضغط للمرضى والحرارة وتدوين بياناتهم ومتابعة جميع تعليمات الطبيب طوال فترة التعامل مع المرضى»، مشيرة إلى أن السيارة المتنقلة تكون مجهزة بكل ما يلزم الطبيب لتوقيع الكشف على المريض بدءًا من جهاز قياس الضغط وسرير الكشف والمنظفات والأدوية، وتقف هذه العيادة المتنقلة في محيط الوحدة الصحية، ويساعدنا مجلس المدينة في كل قرية بتعريف الناس بوجود القافلة، ونجد إقبال شديد منهم طوال أيام تواجدنا.
وتابعت: «بدأت عملي في القوافل الطبية التي تجوب القرى الأكثر فقرًا منذ عام 2016، وكنت أقضي في التنقل بين مقر عملي ومقر القافلة في هذه القرى، ما يزيد في بعض الأحيان عن 6 ساعات، ولكن هذه القرى كانت في حاجة إلى مساعدات طبية عاجلة.
وأوضحت: «اكتشفنا إصابة بعض الأهالي بأمراض مزمنة ولم يكن لديهم علم بذلك ومنهم أطفال مصابون بمرض السكري، وشباب مصابون بفيروس سي، كما اكتشفنا بعض المرضى بالبلهارسيا ووفرنا علاج مجاني لهم جميعًا».
واستطرد الممرضة: «القوافل الطبية لم تتأثر كثيرًا بانتشار فيروس كورونا ولكن زدنا من برامج التوعية بالنظافة الشخصية وألزمنا المرضى بارتداء الكمامة قبل دخول العيادة كما التزمنا بها أيضًا، وكنا نقوم بتحويل الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا سواء عن طريق تحليل الدم أو ظهور الأعراض الشائعة لأقرب مستشفى لعمل المسحة ومتابعة حالاتهم، موضحة أن العيادات المتنقلة توقفت عن التنقل بين القرى عدة أشهر مع انتشار فيروس كورونا ولكننا عدنا للعمل سريعًا مع زيادة دورات تثقيفية عن كورونا وانتقالها».